كيف اجتمع الياسمين مع مجلس الشعب في نفس الحي؟!
دائما كنت أتساءل من هو الشعب الذي يمثله مجلس الشعب، فأنا كمواطن أعيش في عاصمة الياسمين وبالقرب من مجلسهم، وعلى الرغم من ذلك لم أر عضوا منهم لا في الأفراح ولا في الأتراح، وحالي كحال هذا الشعب الذي لم ير ولو لمرة واحدة عضوا منهم يقف في الحشود التي تنتظر دورها للحصول على ربطة خبز، ولا عضوا (يطاحش على سرفيس) ، ولا ممثلا منهم يركض بالشارع حاملا جرة غاز.
بالأمس خرج علينا كبيرهم ورئيسهم، حيث اعتبر غضب السوريين من سوء الأحوال المعيشية والنقص في كل شيء عبارة عن فتنة، وسموم تبثها صفحات تدار من الخارج لإحداث بلبلة في الرأي العام.
لا يا سيدي لسنا من الخارج ولا ندار ولا نخون ولا نفتن، نحن من هنا من سوريا قلب الصمود والتحدي، من سورياش المنتصرة على الكون، نحن يا سيدي من جانب هذا الطفل الرضيع الذي يفتقد لحليبه، من جانب هذا الرجل الذي اهترأ كتفه من حمل جرة الغاز والصول والجول بها في شوارع دمشق، نحن من جانب هذا الطالب الذي يدرس على العتمة، من جانب هذه المرأة التي عجزت عن تدبير منزلها بغياب المازوت والكهرباء والماء، نحن نتكلم من طوابير الأفران، ومن جانب هذا الطفل (البردان) الذي ترك مدرسته واتجه للعمل على (البسطات) ليعيل أهله بعد أن أصبح الراتب الشهري لا يكفي لإطعام عائلة لمدة أسبوع واحد.
عن أي فتنة تتحدث يا سيدي، أو لأن معظم الأعضاء الذي أنت رئيسهم هم من المليارديرية والتجار والصناعيين والممثلين الذين لم تصل إليهم أزمة ولن تصل؟
والأسوء من ذلك هو تحول هذا المجلس من مجلس يفترض به أن يحمل هموم المواطن إلى مجلس مدح بإنجازات الوزراء الذي لم نر منهم سوى الأزمات واحدة تلو الأخرى.
فبالله عليكم أي شعب أنتم تمثلون! وعلى من تمثلون؟
وإن كنتم عاجزين عن إيصال همومنا وحل مشاكلنا، فلا تنعتونا بالخيانة والتآمر، لأننا هنا نجوع ونبرد ونتعب وأنتم كوزرائنا لا تنامون لا في الليل ولا في النهار والله أعلم لماذا؟!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: