في ذكرى وفاة فنان الشعب!
جوان ملا
رفيق سبيعي .. أبو صياح.. هذا الرجل الدمشقي الذي يترسخ في الذهن اسمه بمجرد ذكره وحين يطالعك وجهه على الشاشة بتلك التفاصيل الملأى بالعنفوان والأصالة لا يسعك إلا أن تستنشق رائحة حارات دمشق وخاناتها لا سيما "البزورية"، المكان الذي وُلِد فيه.
هو فنان الشعب وللشعب، قدم فنه بكل ما أوتي من حب، وترك بصمةً لا يعريها الزمن ولا تُمحى، فأثّر في قلوبنا وآثَرَ أن يبقى فينا حياً وإن فني جسده.
أعمالٌ كثيرة في المسرح والسينما والتلفزيون وحتى في الغناء لم تكن يوماً مجرد أعمال عابرة، بل عطاء فني لا يتوقف.
في إحدى مقابلات ابنه الفنان "سيف الدين سبيعي" اعترف سيف بشغف والده بالتمثيل لآخر لحظة، ففي عام 2011 حين أخرج "طالع الفضة" لم يكن "رفيق سبيعي" مرشحأً لدور الرجل اليهودي "طوطح"، فشعر الراحل وقتها بالحزن وتمنى لو أنه يؤدي هذا الدور، وحين وجد سيف هذا الشغف فيه رغم كبر سنه ومرضه قدم له هذه الفرصة فسُعِدَ سعادة الطفل الصغير حسب وصفه، هذا الموقف يدل على أن هذا الرجل لن يرحل يوماً، لأنه لم يقدم مهنةً فقط، بل شغفاً متدفقاً.
كثيرون يفنون جسداً لكن تعبر أعمالهم عن القيمة التي حملوها يوماً عنهم وتملؤنا محبةً وإيماناً بالفن الذي يخلّد تلك الذكرى على شاشات السينما والتلفاز وبين كراسي المسرح.
أبو صياح رجلٌ من "دمشق" لن ينساه التاريخ يوماً وسيبقى في ذاكرة الأجيال على اختلافها، لأنه كان يمثل وجه الفن والرجل الدمشقي الأصيل، وإن آخر عمل قام به ذاك الشاب الأسمر هو فيلم "سوريون .. أهل الشمس" للمخرج "باسل الخطيب" فكان حقاً "سورياً" وأهلاً لمجاورة الشمس على امتداد مسيرته الفنية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: