مخيم الهول.. الاعتقال مستمر
يحتوي "مخيم الهول"، على مجموعة من السجون التابعة لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، على الرغم من كون المخيم نفسه يعد معتقلاً كبيراً يقطنه 72 ألف شخص، منهم 31 ألفاً من السوريين، ونحو 32 ألفاً من حملة الجنسية العراقية، والبقية من مجموعة من الجنسيات الأوروبية، وبعض هؤلاء يتم نقله إلى "مخيم المالكية"، قبل أن يتم نقله إلى مناطق تشهد وجود مقرات أساسية لـ "قسد"، لتسليمهم لدولهم الأم.
وبلغ عدد من تم تسلميهم من الجنسيات المختلفة، 422 شخصاً، وتشكل "كوسوفو"، و "كازاخستان"، أكثر الدول استعادة لمواطنيها من الداخل السوري، فيما تعد دول أوروبا الغربية من أقل الدول استجابة لنداءات اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ تسلم كلاً من "النرويج – بلجيكا – السويد"، أعداداً لم تتجاوز 5 أشخاص في أحسن الأحوال، على الرغم من إرسال هذه الدول لوفود إلى الداخل السوري بصورة غير شرعية لتقديم الدعم المالي لـ "قسد"، للإبقاء على "مخيم الهول"، كـ "وطن بديل"، لعوائل تنظيم "داعش".
لا يتجاوز عدد المدنيين غير المرتبطين بتنظيم "داعش"، من الجنسيتين السورية والعراقية 9100 شخص، العراقيين منهم نزحوا إلى سوريا مع بدء الجيش العراقي لمعركة تحرير مدينة الموصل التي كانت تعد العاصمة الإدارية لتنظيم "داعش"، ويشكل الأطفال ما نسبته 92% من إجمالي سكان المخيم، فيما يبلغ عدد الأطفال دون سن الخامسة 25 ألف طفل، كما سجلت الإحصاءات التي حصلت عليها "جريدتنا"، وجود 5600 امرأة حامل، وتقول المعلومات إن عدداً مجهولاً من النساء تعرضن للاغتصاب من قبل عناصر الحراسة التابعين لميليشيا "الآسايش".
في المخيم 3 عيادات طبية متنقلة، إضافة إلى 6 نقاط طبية ثابتة ومشفى ميداني تم افتتاحه مؤخراً بتمويل من حكومة النرويج ويعمل بداخله كوادر من النرويج نفسها، والهلال الأحمر العربي السوري والصليب الأحمر الدولي، ويبلغ عدد المصابين بأمراض مزمنة كأمراض القلب والرئة، نحو 8000 شخص، فيما يبلغ عدد المصابين بإعاقة كاملة 600 شخص، غالبيتهم فاقدوا الأطراف، نتيجة للقصف الأمريكي على المناطق التي كانوا يقطنونها في ريف "دير الزور" الجنوبي الشرقي، قبل أن يتم إجلاء 63 ألف شخص من مدينة "هجين"، والقرى المحيطة بها، والتي كانت "باغوز فوقاني"، أكبر خزان بشري تم إجلاؤه إلى المخيم الواقع على بعد 45 كم إلى الشرق من مدينة الحسكة.
وفيما يوجد في المخيم 15 ألف خيمة قائمة، فإن ما يقارب 10 آلاف شخص يعيشون في خيام مشتركة، وتعمل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة على توسيع المخيم لحل هذه المشكلة، إلا أن مصادراً أهلية من داخل "مخيم الهول"، تؤكد أن الحصول على خيمة مستقلة يستوجب دفع رشاوى لإدارة المخيم التابعة لـ "قسد"، في حين إن عوائل تنظيم "داعش" من حملة الجنسيات الأوروبية يحظون بمعاملة خاصة للغاية، الأمر الذي كانت قد استنكرته "اللجنة الدولية للصليب الأحمر"، في بيان صدر عنها في نيسان من الماضي.
أبرز المنظمات النشطة داخل المخيم من الجهات الشرعية الموجودة في سوريا من خلال تنسيقها مع دمشق هي "المفوضية العليا لشؤون اللاجئين – الصحة العالمية – برنامج الغذاء العالمي – يونيسيف - الصليب الأحمر"، كما يعمل كل من الهلال الأحمر العربي السوري على تقديم الخدمات الطبية، إضافة إلى جمعيات سورية كـ "اليمامة – البر والإحسان – المودة"، وهناك منظمات أخرى تنشط في المخيم كـ "الإغاثة الإسلامية – الإنقاذ الدولية – أطباء بلا حدود".
ويعاني السكان من قلة موارد المياه الصالحة للشرب أو غيرها على الرغم من تركيب الأمم المتحدة لـ "محطة تحلية"، خاصة بالمخيم، كما يتعرضون للاستغلال المادي من قبل التجار المرتبطين بـ "الآسايش"، للحصول على مياه الشرب أو قوالب الثلج، والأدوية والمواد الأساسية، كما إن سوء المعاملة الأمنية والمداهمات المستمرة للخيام تعد من أكثر ما يعاني منه المدنيين المقيمين في المخيم، إذ تتم معاملتهم وفقاً للقواعد الأمنية التي تفرض على عوائل تنظيم "داعش".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: