Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تعبئة هوا.. البث الصباحي دون محتوى شيق

تعبئة هوا.. البث الصباحي دون محتوى شيق

حبيب شحادة

 

لا شك في أنّ أغلب القنوات التلفزيونية سواء كانت حكومية و/ أو خاصة، تَفرد بثها الصباحي لبرامج خفيفة تَهم المجتمع والأسرة والصحة، وغيرها من بقية الأنواع البرامجية، وتستضيف لذلك مجموعة من الأخصائيين والخبراء بحسب طبيعة ونوعية البرنامج.

لكن ما يحدث في السورية (الفضائية سابقاً) وغيرها من شقيقاتها مُشابه لمعظم القنوات الأخرى، مع فارق جوهري وعميق، يتجلى في آلية انتقاء الضيوف للتعليق ضمن فقرات البرنامج الصباحي، والتي تبدو وكأنَها مُجرد تعبئة هوا، بغض النظر عما يُقدمه البرنامج من فائدة، ويحدث ذلك في الكثير من فقرات ذاك البرنامج

ففي إحدى فقراته تم استضافة شخص يدّعي الموهبة الغنائية، فغنى لفيروز، في صوت أقل ما يقال عنه رديء، لكن الأنكى من ذلك قيام مذيعتي البرنامج بالثناء عليه، وعلى صوته الفيروزي، في مشهد مزري للغاية، ينقلك إلى حالة من الغثيان، نتيجة ما آلت إليه فقرات ذاك البرنامج الصباحي. ولاحقاً حُذف الفيديو من موقع القناة.

كما تقوم العديد من البرامج الصباحية على مُختلف القنوات السورية، بإجراء لقاءات مع أخصائي وخبراء تغذية، تنمية بشرية صحة، جمال، وغيرها الكثير، ليبقى المشترك الوحيد، كامن في آليّة الانتقاء الغريبة، لجهة كون أغلبهم من فئة الشريحة العمرية الصغيرة، التي تبدو كلمة خبير كبيرة عليها، خصوصاً أنّ الخبير يجب أن يكون قد خَبِر الشيء الذي يتحدث عنه نظرياً وعملياً، وهو ما لا يمكن أن يكون قد تحقق لهذه الفئة العمرية، خصوصاً لجهة الخبرة العملية.

ومن المتعارف عليه، أنّ من يخرجون على الهواء، يأخذون بدل نقدي، ويبدو أنّ سياسة التقشف المالي، فعلت فعلها لجهة انتقاء أشخاص يحبون فقط الظهور الإعلامي، وربّما يدفعون للتلفزيون لمجرد خروجهم على الهواء. ناهيك عن نوعية الأسئلة التي تُطرح من قِبل مُقدمي البرنامج، والتي تُعطي انطباع للمشاهد بأنّ التحضير لفقرات البرنامج ليس على ما يرام.

وبمرور الذكرى الـ 59 لإرسال التلفزيون السوري بتاريخ 23/ تموز/1960، حدثت الكثير من التغييرات والتطورات في مسار حياته حتى أضحى غير مُشاهد باعتراف القائمين على العمل الإعلامي، كما تغيرت الكثير من البرامج واختفى البعض منها، رغم بقائه عالقاً في الذاكرة، ورغم أنّ التغيير سنة الحياة، إلا أنّه في التلفزيون السوري وأخواته، يحدث التغيير بالتراجع نحو الخلف، وليس التقدم نحو الأمام، عبر خلق برامج تلفزيونية صباحية بنكهة خفيفة، تُقدم بأسلوب شيق، يَدفع الناس لمتابعتها بدلاً من الانكفاء عنها.

 

المصدر: وكالات

بواسطة :

شارك المقال: