سوق شعبي في طرطوس يتحول إلى نقطة علام !

مجموعة من النساء الريفيات اجتمعن ليبعن منتجاتهن المنزلية ونباتاتهم البرية التي جمعنها من الريف الخصب، وهن لم يدركن أنهن باجتماعهن المتكرر أسسن سوقاً شعبياً يقصده الجميع، ويشاع صيته في الأرجاء، ليصبح هذا الموقع نقطة علام على مستوى المحافظات.
يعتبر "سوق النسوان" من أهم وأقدم الأسواق الشعبية على مستوى محافظة "طرطوس"، وأكثرها رخصاً، فالمنتجات هنا تباع من المنتج إلى المستهلك مباشرة، بحسب حديث ربة المنزل "بدرية يوسف" لجريدتنا التي اعتادت على التسوق اليومي منه رغم بعد المسافة بين السوق ومنزلها، وتتابع: «أعتبر أن القدوم إلى السوق بشكل يومي يحقق عدة فوائد لي، أولها أن مسافة الطريق البالغة حوالي واحد كيلومتر تقريباً هي رياضة صباحية أمارسها يومياً، كما أني أحصل على حاجيات منزلي يومياً وبأسعار تناسب قدرتي الشرائية».
سائق التكسي "بشير ريا" أكد أن أغلب الناس يتخذون من سوق النسوان نقطة علام يستدلون بها أينما حاولوا التنقل، فزبائنه "الركاب" يطلبون منه التوجه إلى سوق النسوان أولاً ليتمكنوا من الوصول إلى جهتهم الهدف. فأغلب مواقع التنقل برأيه تبدأ بهذا السوق المعروف على مستوى واسع بين الطراطسة وغيرهم.
السيدة "أم محمود" تحدثت لجريدتنا عن عملها بالسوق لسنوات، فقالت: «عملت في سوق النسوان حوالي عقد من الزمن، وكنت أبيع ما أنتجه في منزلي من قريشة وجبنة وبعض مشتقات الحليب، حيث أقصد مكان العمل صباح كل يوم باكراً لأنه مصدر رزقي الوحيد الذي يساعدني في تربية أبنائي الخمسة بعد توقف زوجي عن العمل لأسباب صحية، وأحياناً أجد بعض زبائني بانتظاري في المكان الذي اعتدت على الجلوس فيه، وهو بجانب الرصيف كما بقية السيدات».
"أم محمود" أكدت أن السوق المتوضع بجانب بنك العربي في المشبكة العليا بجانب تجمع المدارس الحالي لا يتجاوز طوله 500 متر وهو مصدر رزق الكثير من العائلات والشباب المتعطلين عن العمل والسيدات اللواتي يبعن ما يجمعن من نباتات برية وعشبية وطبية، حيث يوجد في السوق كل ما تحتاجه ربة المنزل، وقد تطور السوق لمحال أحذية أيضاً وألبسة وغيرها.
هامش: سوق النسوان القديم هو سوق مخالف من الناحية القانونية لمجلس مدينة "طرطوس"، وهذا يعرضه لحملات إزالة مخالفات دائمة من قبل المعنيين بالبلدية، والبعض يرى أن هذا السوق هو كبش فدا لبقية المخالفات المنتشرة في "طرطوس"، علماً أن البلدية حاولت جاهدة تنظيم السوق عبر تجمع أكشاك في أعلى السوق على جدار تجمع المدارس، إلا أن التجربة كانت غير مرضية للجميع.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: