التوأم النقيض.. عاشق بالغصب!
"في العالم حبان أنت وإياك"..
لم تكن تلك عباراتي الأولى له ولن تكون الأخيرة، فالحياة علمتني فن المكابرة على الكلمات والاختلاجات الشعورية.
حدث ذلك قبل قرن من المسافة وعقد من الجلد عندما التقت عيناي بذلك العبوس على الزمن جلاد وقتي بدل الضائع، حينها عصف بأيامي ثورات من الورد الجوري بطلها الشوك في فم الحاسدين.
على روس أصابعي رحت أمشي بقلب دائرة النيران، كلما حاولت تخطيها أحترق وأعود له دون عناق لأهب وأرقص رقصة المحترق بعداد وقته وأيامه.
كان يعلم تماما شغفي به وبالهالة التي يمدني بها وكنت على يقين بأنني السند وأمه غير الشرعية ولكننا آثرنا الكتمان.
صفات كثيرة تشاركنا بها ولكن فرقنا كرسي الاعتراف، كيف لا وهو سيد الموقف! رجل الورقة الأخيرة، من يمتلك زمام أيامي وأصغر تفاصيل دقات قلبي.
صاحب الظل الطويل والتأثير الكبير علمني كيف أنتمي وكيف يكون لي وطنا عندما تخلو ساحاتي من جنود القتال، علمني كيف أحارب دون سلاح حد الانتحار في سبيل عالمه الصغير الكبير.
رحت أخسر لأفوز، وأبكي لأضحك، أموت لأعيش في عالم من تناقضات يقينها الحب الأبدي، وقتها فقط أيقنت المعنى الحرفي لكلمة "الروح ترخص لك".
هو حب من نوع آخر لا تترجمه قواميس العشاق، أشبه بحب الوطن أو الانتساب لحزب معين، حب قابل "للتسييس" ولكن لا يشبه السياسة بشيء، حب أطهر وأصدق من تراتيل الزعماء على آذان العامة.
كان خلفي كحد السيف وأمامي كعاصفة عقاب ربانية، لم تضعفه أنوثتي قط فأنا بحياته رجل، ولم تبدله قسوتي أبدا فأنا بالنهاية أنثى.
لم أكن أعلم لم يحارب بالمقابل لأجلي، حاولت مراراً معرفة سر إيمانه بي رغم صغري لكنه لم يتكلم، فعيناه اعتادت عدم الإفصاح والهرب إلى أقرب منفذ للمكابرة، كما لو أنه "مستر دارسي" في رواية "برايد أند بريجيدس" وأنا الفتاة المفعمة بالحيوية من ظلمت غروره كثيرا لتكتشف بالنهاية أنه بطلها وحبها اليقين.
حالة كهذه في الحب هي أعمق وأشهى، فكلما طال الاعتراف بالحب تخمر على مهل وأصبح عشقا بالغصب حتى إن لم يسعفه الاعتراف ولو بعد حين. ولكن! حتى ذلك الوقت ليس بمقدوري شيء سوى الموت في سبيل شبيهي النقيض، والصدق في كل شيء إلا بالحب.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: