Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

فصام بين سفرة الشاشة وسفرة المواطن !

فصام بين سفرة الشاشة وسفرة المواطن !

حبيب شحادة

 

فيما اعتادت النساء السوريات متابعة الفضائيات والاستمتاع ببرامج الطبخ، الهواية الأولى لربات المنزل، يَطل رمضان اليوم حاملاً العديد من هذا النوع من البرامج، والتي بدورها تُساعد النسوة على استذكار بعض أصناف الطعام لإعدادها لفطور ذاك اليوم. 

احترفت القنوات السورية بعرض هذا النوع من البرامج من ديكور وإخراج وإعداد وتقديم وتسميات للبرامج وأدوات منزلية غاية في الفخامة، واليوم تطل علينا برنامج الطبخ بأسمائها المختلفة (جود بالموجود – طبخة غادة – رمضان بيجمعنا) لكن هل هذه البرامج بمختلف محتوياتها من طبخ ومواده في متناول السوريين اليوم؟ ولمن ُتقدم هذه البرامج؟ لا شك في أنّ رمضان عبر سنوات الأزمة /الحرب السورية، اختلف كثيراً عن سابقاتها، ولم يعد يتذكر السوريون رمضان ما قبل الحرب/ الأزمة إلا بالكثير من الغصة التي تبقى عالقة في الصدور. 

حديث يدور بين أم أحمد وجريدتنا التي جمعتنا بها إحدى محلات الخضرة في حي المزة، والتي تستنكر فيه أم أحمد برامج الطبخ قائلة «يا دوبنا عم ندبر حالنا من وين بدي جيب كل الأغراض لحتى أعمل للولاد نفس طبخات الشيف، خاصة أنّ كل طبخة تستلزم على الأقل كيلو من اللحمة، وأنا أكتر من 5 سنين ما فوتت اللحمة ع بيتي».

تتابع "أم أحمد" مختلف البرامج التي تُعرض عن الطبخ، ولكنها تتسأل في نفسها لمن يعدون هذه البرامج إن كان أغلب السوريين اليوم غير قادرين على طبخ وتأمين احتياجات الطبخات التي يتم عرضها. 

بشيء من العصبية تتابع حديثها بالقول «لا نعرف كيف نتدبر أمورنا الحياتية وخصوصاً في هذه الأيام الرمضانية"، حيث تتكون عائلتها من خمسة أفراد، وتكلفها وجبة الإفطار الواحدة ما يقارب الـ 2500 ليرة سورية كل يوم، ناهيك عن وجبات السحور». 

"أم أحمد" تقول بأنّ عائلتها تخلت عن الكثير من المواد التي كانت من الأساسيات في طبخاتها اليومية، وأصبحت تقتصر على ما هو ضروري لتدبير أمور حياة عائلتها التي أثقلتها تداعيات الحرب وارتفاع الأسعار بشكل كبير لا يتناسب مع مدخول العائلة المحدود.

ربّما كان الأجدى بهذه البرامج بدل المغالاة في عرض الأصناف والأنواع واللحوم، أن تبحث عن أطباق تتناسب وسفرة المواطن السوري اليومية، أي وطاقته الشرائية والتي توضح له من خلالها كيفية تعويض العناصر الغذائية الموجودة في المواد التي لا يستطيع الحصول عليها.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: