Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

العيد في ظل الحرب

العيد في ظل الحرب

حبيب شحادة

 

فيما هدأت الجبهات الحربية وأصوات المدافع والقذائف بأنواعها على أطراف دمشق، والتي كانت المنغص الأكبر لأفراحهم وأعيادهم، تشتعل اليوم جبهات من نوع أخر، وبأسلحة مختلفة، حيث تعيش دمشق اليوم حرب شوارع حقيقية أطرافها أطفال العيد.

فقد الطفل رامي في منطقة جديدة عرطوز عينه نتيجة إصابتها المباشرة بطلقة فرد خرز، تقول والدته المفجوعة بما حصل في أول أيام العيد " شو استفاد التاجر الذي استورد هذه الألعاب؟، ومن المسؤول عن هذه الأخطاء؟ ومن يُعيد عين ابني لترى النور؟". وتضيف أنّها لا تسمح لأطفالها بالنزول للشارع للعب، ولا باقتناء هذه الألعاب، فمن تحاسب الأن؟

في العيد تنتشر بسطات الألعاب البلاستيكية (الحربية)، والتي تشكل الحلم الأول للأطفال لاقتناء هذا النوع من الألعاب، وفي ظل عدم دراية من الأهل الذين يقومون بشراء هذه الألعاب لأطفالهم، تحولت شوارع معظم الأحياء والحارات في دمشق، لساحات من المعارك بين الأطفال أسلحتها البنادق البلاستيكية ذات حبات الخرز المؤذي جداً، والتي يقوم الأطفال بتصويبها بكل الاتجاهات بدون وعي منهم لخطورتها.

حيال هذه المشكلة، تقول الناشطة الحقوقية "سوزان محمد" لجريدتنا، " يجب أنّ يكون هناك قرار من وزير الداخلية يمنع استيراد هذه الألعاب التي تؤذي نفسية الطفل قبل جسده".

والجدير ذكره أنّه في ظل الحرب جرى التسويق بشدة لهذا النوع من ألعاب الأطفال (الأسلحة البلاستيكية) كنتيجة لما أفرزته الحرب دون حسيب أو رقيب.

وتضيف سوزان، " أنّ الأطفال لا يلعبون فقط على أساس أنّهم فريقين متقاتلين، وإنّما يجسدون حرباً حقيقية تمحي معالم الطفولة عن وجوههم فوراً"، حيث أنّك ترى كيف يقوم الطفل بسحب مسدسه البلاستيكي بوجه عبوس يملئه الحقد ضد صديقه الذي يلعب معه في الحارة، وكل مبتغاه أن ينتصر عليه في معركته الطفولية. وفقاً لسوزان.

في الوقت الذي نحارب فيه عُنف الكبار، تزرع الألعاب المنتشرة في الأسواق العُنف في نفوس الأطفال، ما دفع البعض من الناشطين لإطلاق حملات لإيقاف استيراد وبيع هذا النوع من الألعاب لحماية مستقبل أطفالهم. وتوعية الأهل لمدى خطورة التعاطي بهكذا ألعاب.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: