"حسين مرعي".. اللي بزماناتو شلح ع المسرح
جوان ملا
تداولت وسائل الإعلام العربية خبراً مفاده أن ممثلاً سورياً شاباً اسمه "حسين مرعي" ظهر عارياً تماماً على خشبة المسرح أمام كل الناس في عرض سوري ألماني بعنوان "يا كبير" في مهرجان قرطاج المسرحي بـ"تونس"، وهو من تأليف "أمل عمران" وإخراج "رأفت الزاقوت".
هذا الأمر استفز بعض الحضور ما دفعهم لمغادرة العرض، ووصفت وسائل الإعلام الأمر بالفضيحة في حين اعتبره آخرون حالة مقبولة تعبر عن واقع إنساني مزرٍ تحدث عنه العرض وأن الفنان استخدم جسده خدمةً لأحداث القصة.
وبدأت الآراء تتوالى تدريجياً بين مؤيد ومعارض لهذا الفعل، وربما من المقبول أن يقوم فنان بفعل يخلّ بالتقاليد المتعارف عليها خدمةً للفن، لكن في مجتمعاتنا تبدو هذه الفكرة منبوذة تماماً، خصوصاً في مسرحية يحضرها مجموعة عائلات قد يتواجد بينهم أطفال، فضلاً عن ذلك سيتشتت تفكير المتلقين ويبتعد تركيزهم عن أحداث العمل ليدققوا بتفاصيل جسد وأعضاء هذا الفنان الجريء ويصبحون بين مستغربين ومستهجنين ومتقبلين من الموقف كله، ليتوقف العقل هنا عن التفكير بالسرد المسرحي ويتجه نحو شيء آخر تماماً.
لطالما كان الجسد العاري للذكر أو للأنثى محط انتباه لدى الفنانين تحديداً الرسامين والنحاتين منهم، الذين كانوا يسخّرون فنهم في صياغة أجساد البشر العارية ويدققون في تفاصيلها، وتلقى هذه الأعمال ترحاباً لدى النقاد والناس، أما عن عرض مسرحي فالموضوع يختلف هنا، لأننا أمام مشهد حي ومباشر لرجل بالغ يتحرك أمامنا، خصوصاً أن المشهد العاري تجاوز 20 دقيقة.
الممثل السوري الشاب عرف من أين تؤكل الكتف لدى شعوبنا العربية وجعل من جسده وأعضائه مادة دسمة لوسائل الإعلام كافة ولصفحات السوشال ميديا، لكن هل استخدم ذكاؤه حقاً خدمةً للعرض الفني الذي يلعبه أمام الناس مما يجعل الحالة مقبولة نوعاً ما، أم أن التعري كان حباً بالتميز والاختلاف والشهرة كي يتهافت عليه المخرجون ويضيء بقعة نور على نفسه بعد أن كان مغموراً؟ في الحالتين سيظل دوماً ذاك الشخص الذي يُقال عنه "هاد اللي بزماناتو شلح عالمسرح"!.
المصدر: خاص
شارك المقال: