Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ماذا يعني أن تعترف دمشق بإبادة الأرمن؟

ماذا يعني أن تعترف دمشق بإبادة الأرمن؟

باندفاع غير مسبوق، تُلحِق دمشق التصعيد العسكري في وجه أنقرة بتصعيد سياسي، عبر اعتراف مجلس نوابها بالإبادة الجماعية بحق الأرمن على يد الدولة العثمانية، في إشارة واضحة إلى أن سوريا تمضي إلى النهاية في قرارها تحرير أراضيها من ميليشيات تركيا، غير مكترثة بتهديدات أردوغان.. وقرار الاعتراف بالإبادة دليل على أن دمشق تتحرك من موقع قوة.. فمن أي موقع تتحرك تركيا؟. 

يعطي المشهد في إدلب صورة واضحة عن مدى التورط العسكري التركي غير المدروس.. في النتائج الأولية، فشلت الحملة العسكرية المضادة التي قادها الأتراك لاستعادة بلدة واحدة على الأقل من الجيش السوري، قابلها استمرار الجيش السوري بالتقدم، وهو اليوم في طريقه إلى "باب الهوى" للسيطرة على الطريق "60"، الذي تعني السيطرة عليه إطباق الحصار على إدلب.

النقطة الثانية تتمثل في استجداء الرئيس التركي دعم حلفائه في الناتو، وإذ أصدر الحلف الأطلسي بياناً يدعم فيه تركيا بإدلب، يظهر أن الدعم الأطلسي فارغاً من مضمونه، ولعل كلام مستشار الأمن القومي الأمريكي "روبرت أوبراين" كان واضحاً إزاء المأزق التركي في إدلب، حيث قال «هل يُنتظر منّا أن نلعب دور الشرطي الدولي وننزل بالمظلات إلى إدلب لإيقاف الاعتداءات؟».

في المحصلة، أردوغان وحيدٌ الآن، ويبقى الحل الأمثل بالعودة إلى الحضن الروسي، الطرف الدولي الوحيد الفاعل في إدلب، والقادر على انتشال تركيا من مأزقها، أما ارتكاب الحماقات والتورط عسكرياً أكثر في سوريا، لتحصيل نقاط قوة، وتحدّي موسكو وحلفاءها، فستكون نتيجته النهائية بالعودة للحل الأمثل.. الحضن الروسي، و«الي بيجرب المجرب عقلو مخرب»!.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: