Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هيئة بن سلمان للترفيه "المضحك المبكي"!

هيئة بن سلمان للترفيه "المضحك المبكي"!

تناوب زعماء وأمراء آل سعود على حكم وإدارة المملكة السعودية بملكية مطلقة منذ عام 1932، وكان عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود أول ملك للسعودية، والذي عين ابنه الأكبر سعود وليا للعهد ليسانده في إدارة أمور الدولة، ليصل أخيرا سلمان بن عبد العزيز إلى سدة الحكم في عام 2015، والذي عين نجله محمد بن سلمان ليكون وليا للعهد عام 2017.

ومنذ وصول محمد بن سلمان لولاية العهد، أعلن عن خطة ما بعد النفط باسم "رؤية السعودية 2030" والتي وافق عليها مجلس الوزراء السعودي عام 2016، وتهدف خطة ابن سلمان حسب زعمه، لتحسين اقتصاد المملكة وزيادة الاستثمارات وتطوير الصناعة العسكرية ومكافحة الفساد وتحسين مستوى المعيشة.

ومن أبرز المبادرات المنبثقة عن "رؤية السعودية 2030"، هو تأسيس ابن سلمان ما يسمى "الهيئة العامة للترفيه" لتحسين جودة الحياة في المملكة.

في الحقيقة كان ابن سلمان مختلفا عن الزعماء السابقين باتخاذ قرارات اعتبرت خط أحمر في الماضي كالسماح للمرأة بقيادة السيارة على سبيل المثال، إلا أنه كان مشابها لأسلافه بقمع الحريات السياسية وكم الأفواه وممارسة التعتيم الإعلامي على كل ما يجري داخل المملكة.

وعلى الرغم من امتلاك السعودية لامبراطوريات إعلامية، تتشدق بحرية التعبير وحقوق الإنسان، وتقوم بتغطية الأخبار في كل دول العالم، حتى وصلت لمرحلة إنشاء قنوات خاصة بأخبار ما تسميه "الربيع العربي" في بعض الدول، إلا أنها تمارس رقابة شديدة وصارمة على هذه الوسائل الإعلامية بحيث يمنع نشر أي خبر عن المملكة مهما كان نوعه، إلا عن طريق الوكالة السعودية للأنباء"واس".

ولكن كل هذه الرقابة والإجراءات لا تفيد مع وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، فهناك الكثير من الصفحات السعودية المعارضة، تنشر يوميا مقاطع فيديو من داخل المملكة، يظهر من خلالها سوء الوضع المعيشي والغليان الشعبي ضد ممارسات قوات الأمن السعودية وهشاشة الخدمات والبنى التحتية واتساع رقعة الفقر نتيجة توزيع عائدات البترول للأسر الغنية فقط، بالإضافة للفلتان الأمني في معظم محافظات الدولة والتذمر الملحوظ لدى شريحة واسعة بالمجتمع السعودي مما تقوم به الهيئة العامة للترفيه.

فالسعودية اليوم لن تكون بمنأى عن لدغة الفكر الوهابي المتطرف الذي صنعته وصدرته إلى العالم، وكانت بمثابة المهد والحاضن لدعاته وقادته، بعد السخط الواضح وازدياد الحملات التي تدعو لإغلاق هيئة الترفيه عبر مواقع التواصل.

ويرى أصحاب هذا الفكر أن الثورة أضحت قريبة في ظل المظاهر التي نتجت عن سياسة المملكة بالانفتاح وأعمال هيئة الترفيه المخالفة للشريعة السعودية ومبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كالاختلاط بين الجنسين في المقاهي العامة، وإقامة المهرجانات الغنائية التي تستقطب فنانين من الشرق والغرب، والرقص المختلط في شوارع المملكة وانتشار ظاهرة التبرج والتدخين والشيشة وشرب الخمور، بالإضافة للملابس الخادشة للحياء العام على حسب وصفهم.

ولم يتوقف فشل إدارة الأسرة الحاكمة على الأوضاع الداخلية فقط، وإنما امتد للسياسة الخارجية أيضا، ما أدى لازدياد أعداء المملكة، حيث ارتفعت وتيرة الخلاف بين السعودية وإيران، خصوصا بعد إنتاج الإعلام السعودي لفيلم كرتوني يحاكي حرب مفترضة على طهران، ويظهر ابن سلمان في الفيلم كقائد عسكري يقود قوات سعودية، تقصف إيران وتحتل أراضيها دون أي مقاومة.

بالإضافة للعديد من المشاكل والخلافات التي تورطت بها السعودية بالفترة الأخيرة، سواء ضمن الحضن الخليجي كالخلاف القطري السعودي، والحرب التي تقودها الرياض على اليمن، أو خارج دول الخليج كالسخط الأوروبي الأمريكي من الأسرة الحاكمة بعد اغتيال السعودية للصحفي المعارض "جمال خاشقجي"، والخلاف المغربي السعودي الذي أدى إلى انسحاب الرباط من التحالف السعودي منذ أيام.

كل هذه المعطيات تشير إلى أن الأساسات التي تقوم عليها المملكة أضحت متصدعة، ومعرضة للسقوط والانهيار في أي لحظة، ويبقى باب الخيارات مفتوحا على مصراعيه إلى حين تدق ساعة الصفر ويحصل الانفجار.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: