حضارية البطاقة الذكية

قدما "أبو محمد" (36 عاماً) مصابتان بحروق نتيجة مرض السكري، لا تساعداه على الوقف كثيراً على كل الطوابير التي تتطلب الحياة في سوريا الووقف عليها ساعات أو أيام.
تأجيل استخراج البطاقة الذكية كان خيار "أبو محمد" آملا بأن يخف الازدحام والتخلص من الخوض في هذه الأزمة الدخيلة، طال أمر التأجيل لأسابيع فانطلق "أبو محمد" في رحلته لإحدى مراكز الريف لاستخراج البطاقة لسيارته ليجد أن هناك من سبقه وأخذ بطاقة على أرقام سيارته! كيف؟ ولماذا؟
لم يتلق أبو محمد إجابة لأسئلته بعد أن سئم من الصعود والنزول بين المكاتب ليجد حلاً لبطاقته التي لم تقر عيناه برؤيتها حتى تسرق، كان الحل أن يخوض مغامرة جديدة لإلغاء البطاقة التي سرقت منه، واستخرج بطاقة جديدة بعد كل ما عاناه في المركز الأول.
«متل قطيع الغنم» هكذا وصف "أبو محمد" صدمته بالحشود الغفير التي كانت تجتمع أمام المركز الذي أُرسل إليه بالرغم من أنه ضمن المدينة، الجميل بالأمر هو أن " قلة الحضارية" بطريقة تجميع أناس «كالقطيع» أمام المركز هو بقصد الحفاظ على حضارية استلام البطاقة داخل المركز.
«كأنو عم نشحد» هذا شعور من يخوض تجربة الوقوف المهين في الشارع لساعات حسب الصراخ الذي ستسمعه خلال ساعات الانتظار، ولكن النهاية ستكون سعيدة لأنه وبعد الدخول إلى المركز بآلية إدخال (خمسة خمسة) سيجدون مقاعد مريحة ليلتقطوا أنفاسهم قبل الخوض في مغامرة ضمن أروقة هذا المركز أيضاً بهدوء حضاري ودفء ينعم به من كسب شرف الدخول إلى جانب الموظفين.
خمسمئة أو ألف لن تؤثر على من تذهب تكلفة البطاقة إلى جيبته، ولكنها تشكل قوت يوم لعائلة أبو محمد الذي اضطر لدفع الضعف دون ذنب: «البطاقة التي يفترض أن تكلفك 500 ليرة كحد أقصى، دفعت الضعف نتيجة إصدار البطاقة لشخص غيري وليس لي ذنب بأخطائهم».
الوقوف الطويل قد يزيد حدة حروق قدما أبو محمد وتتسبب ببترهما ويجلس هو وتتوقف كل فرص إكمال حياته بالوضع الطبيعي للمواطن السوري التي تتطلب الوقوف للحصول على كل شيء
المصدر: خاص
شارك المقال: