معمل إسمنت طرطوس يهدد حياة القرى المجاورة

فخور طه
نداءات واحتجاجات كثيرة رفعها أهالي قرية "حصين البحر" والقرى المجاورة لها بضرورة نقل معمل الإسمنت الى مكان بعيد عن التجمع السكاني والطبيعة، هذه القرية التي اشتهرت بأدبائها ومفكريها يهجرها سكانها اليوم لصعوبة التعايش مع كمية التلوث المنبعثة من المعمل والأضرار الصحية والبيئية التي تسببها.
معمل الإسمنت الذي تأسس منذ سبعينيات القرن الماضي مازال في مكانه رغم الوعود التي أطلقت منذ أكثر من خمسة عشر عاماً بنقل مكان المعمل إلى البادية أو مكان بعيد عن الازدحام السكاني، ويقول "ماهر بديع" أحد سكان القرية وناشط على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في موضوع تلوث المعمل : "ضرر المعمل أكبر من نفعه بكثير وذلك لعدة أسباب أولاً المقالع التي يستخرجون منها المواد الأولية للاسمنت تهدد حياة قرية سياحية متربعة على جبل اطلالتها على جبل والبحر بالانهيار وهي قرية متن الساحل والمعروفة بقرية متن أبو ريا، وثانياً إنتاج الزيتون بالقرى المجاورة كلها متضررة من غبار المعمل الذي يشكل سماكة على أوراق الزيتون وحب الزيتون التي يجعلها تنتج زيت سيء بالإضافة للأمراض الناتجة عنها لمحصول الزيتون."
ويرى بديع أن الغازات السامة المنبعثة من المعمل هي السبب في أمراض السرطانات والربو التي لحقت بالقرية ويضيف :"أمراض القرية معروفة منذ خمسون عاماً ربو التهابات صدرية ضيق نفس وأخيرا سرطانات التي أصبحت نسبتها في القرية كبيرة جداً."
سوء المعيشة في ظل التلوث أثر على وضع السياحة في هذه القرى البحرية الجبلية ويقول:"عندما يشتد الهواء تمتلئ المنازل بالغبار وينشغل الناس بالتنظيف أما بالنسبة لنشر الغسيل فهذا يتم داخل المنازل بعيد عن الهواء والشمس."
وبدوره يقول "بسام علي" من سكان مساكن الاسمنت: "لم نستطع السكن في منزل المساكن مع عائلتي وعدنا إلى قريتنا وذلك بسبب إصابتي بالربو وتأزم وضعي الصحي جراء تلوث المعمل."
وكحلول بديلة نفذت شركة معمل إسمنت طرطوس فلاتر لتصفية الغازات المنبعثة منذ عام 2002 إلا أنها تعمل بشكل قليل وأحياناً لاتعمل وأعاد مدير المعمل المهندس "علي سليمان" سبب الأعطال إلى أنها تعتمد على انتظام التيار الكهربائي، والانقطاعات المفاجئة أدّت الى أعطال متكررة، مما أخرجها عن العمل لمرات متعددة مسببة انبعاث الغازات والغبار بشكل كثيف.
المصدر: خاص
شارك المقال: