Wednesday November 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

دربُ حربٍ لم ينتهِ بعد

دربُ حربٍ لم ينتهِ بعد

جولي درويش:

في أعماقِ كل سوري خيبة..

خيبةٌ بعد أملٍ استمرَّ سبع سنواتٍ بقوله "ما بعد الضيق إلا الفرج" يحمل أمنياته على سحاب أحلامه ويحلّق يوماّ بعد يوم، وبالفعل الأحلام شرعت تتحقّق وما كان ينتظره رغم الخسائر قادمٌ من بعيد، يلوِّح إليه بكلتا يديه، ليسبق القلبُ خطواته، يتعثّر بركام الحرب، بحجارة بيته المهدوم، لكنه ينهض مبتسماً ليقول ها هو في نهاية الطريق يناديني، يقع نظره على صورةٍ لأبيه تحضن زجاج كادرها المتكسِّر، يُسرع أكثر، تخنقه لفحات الدخان الأسود لذكريات بائسة تُخمدُ نارها بين الأزقة، يأخذ نفساً عميقاً ليكمل المسير، شارفَ على الوصول فالأرض تُزهِر، الأفق يتسع وتدرجات الغيوم الرمادية تأخذ في طريقها إلى البياض، السّواتر الترابية تفسح له العبور، ها هو يكاد يقطع الحد الفاصل إلى الفردوس حيث السلام، وقبل أن تخطّ قدمه تلك الأرض، يصدّه جدارٌ وهميّ بصورة جميلة، يستر الحقيقة هذا الإنسان يمثّل شعباً بأكمله والطريق هي مسيرة حياة كل مواطنٍ حقيقي خلال سبع سنوات من الحرب بكل ما تحمل من ألم وحزن وأمل.. ربما خدعنا جميعاً يا سادة، فالجدار هو سرابٌ لنصرٍ مُنتظر، حُطِّم بعد العدوان الإسرائيلي وظهرت الحقيقة، فالحرب لم تنته قط، ربما اجتياز درب الحرب مراحل، وها نحن نودّع السّابقة ونلملم خيباتنا المبعثرة، نستقي الأمل منها ونكرّر شعارنا "ما بعد الضيق إلا الفرج".

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: