Sunday November 10, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أين أنت أيها القرش؟

أين أنت أيها القرش؟

حبيب شحادة

يا ريتك لا صرحت ولا قررت

 أينَ أنت أيُّها القرش؟ لقد انقطع الإنترنت وبطئت سرعته في الفترة الماضية، ولم يُصرح أحد من المعنيين بالموضوع أي تصريح يأتي به على ذكرك، رُبما غادرت المياه الإقليمية السورية مع مغادرة الوزير السابق، ورُبما كنتَ تعمل معه، والآن أصبحت بلا عمل، ولم نَعد نسمع أخبارك.

حيثُ أنّ ضعف جودة الإنترنت خلال الفترة الحالية يَعود إلى أسباب فنية لاعلاقة لك بها أيها القرش، وذلك حسبما صرح المدير الفني في الشركة السورية للاتصالات أيمن حموية، أنّ ضعف الجودة حالياً يعود إلى أسباب فنية ليس للشركة علاقة بها أيضاً. 

وإنّما هذه المرة المُتهم المواطن السوري حسب حموية الذي قال " إنّ بعض الأعمال التي يقوم بها المشتركون تؤدي إلى سوء الخدمة، منها القيام بتمديدات الشبكة الداخلية الهاتفية ضمن المنزل في مسار التمديدات الكهربائية ذاتها، واستخدام كابلات هاتفية غير مُخصصة لنقل الإنترنت".

عزيزي المواطن لا شك في أنّك ترتكب حماقات، لماذا لا تُمدد الشبكة الداخلية للهاتف بمسار غير مسار الكهرباء وتُريح المسؤولين من تعب التصريحات الخنفشارية. حيث وعدتك وزارة الاتصالات والتقانة بنهاية ال 2018 بِتحسن واقع خدمات الإنترنت اعتباراً من الربع الثاني لـ2019، فلماذا لا تصبر عزيزي المواطن، حيث أنّ الموعد لم يَفُت عليه بَعد.

وفي سياق مُتصل اتخذت الحكومة السورية مُجتمعة خطوات جريئة لمواجهة العقوبات الاقتصادية الجديدة المفروضة على سورية، وكأن سورية لم تكن عليها عقوبات سابقاً، نقول لها إن كنتِ تعلمين فتلك مُصيبة، وإن كنتِ لا تعلمين فالمصيبةُ أعظم.

ومن جملة ما اتخذت الحكومة تَجلى في تخفيض استهلاك الوقود بنسبة 25% في المؤسسات الحكومية باستثناء الوقود المخصص للإنتاج. فياله من قرار شجاع وحكيم، لكن الشجاعة الأكبر كانت لِتتجلى لو قامت الحكومة بتخفيض أسطول السيارات الذي تمتلكه.

فالوزير يمتلك (وبِكل ما للكلمة من معنى الامتلاك) ثلاثة سيارات خاصة له فقط، كما لديه سيارات أخرى بمكتبه للخدمة، تخيل أكثر من مئة سيارة من أفخم الأنواع وأحدثها، وهذه السيارات الثلاث مصروفها من الوقود يصل لما يزيد عن 600 ليتر شهرياً. وكل هذا البزخ لم تره الحكومة استهلاك وقود في غير مكانه ويمكن تخفيفه أو ضبطه، وحديثنا هُنا فقط عن السيارات، ولن نتحدث عن أشياء أخرى.

أختم حديثي هذا بالتأكيد على اشتياقي للقرش، وطبعاً حديثي عن سيارات الحكومة ليسَ حسداً ولا ضيقة عين، وإنّ الله أنعم على المواطن السوري بمسؤولين من نوع خارق حارق غير مُتأثر بشتى أنواع الأزمات.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: