Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

إعادة إحياء احتفاليات "الزهوريات" في اللاذقية

إعادة إحياء احتفاليات "الزهوريات" في اللاذقية

رماح زوان

 

احتفلت قرى في اللاذقية بعيد "الزهوريات" الشعبي (عيد الرابع) بعد انقطاع دام أربعين عاماً منذ عام 1979 بسبب أحداث "الإخوان المسلمين"، حيث أوقفت الاحتفالات بقرار رسمي خوفاً من حدوث تفجيرات حينها.

وبسعي من بعض المهتمين بالتراث الساحلي وافقت الجهات المعنية على بعث وإحياء هذه الاحتفالات في بعض القرى والبلدات التي كانت تشهدها خلال تاريخها الطويل كقريتي القلوف وصنوبر جبلة وبلدتي صلنفة والدالية وغيرها، ففي الزهوريات تنتشر المهرجانات الشعبية والأفراح التي تحمل معها التآلف والتعارف والتواصل والتفاعل إضافة إلى المشاهد التراثية والفعاليات الفنية والرياضية والتجارية وغيرها.

وبالعودة إلى الجذور التاريخية للاحتفالية فهي احتفالاً ببعث الإله أدونيس، وتقول الإسطورة "إن زهور شقائق النعمان قد نبتت من قطرات دماء عشتار شقيقة الإله أدونيس، التي تساقطت على الأرض بعدما خدشت الأشواك جسدها وهي تبحث عن أخيها في البراري بعد أن قتله خنزير بري في إحدى الغابات"، ثم راح الأجداد يحتفلون ببعث أدونيس على ضفاف الأنهار الساحلية حيث خضرة الصنوبر وحمرة شقائق النعمان ومياه الأنهار في شهر نيسان بفعل السيول التي تشكلها الأمطار الهاطلة على التربة المحروثة الحمراء اللون التي تجرفها في طريقها من أعالي الجبال وصولاً إلى البحر والتي كان يعتقد أن اللون الأحمر للأنهار هي دماء أدونيس.

ثم شاءت الصدفة أن تزامن جلاء القوات الأجنبية المحتلة عن بلادنا مع 17 نيسان غربي عام 1946م فأصبح للاحتفال بهذا اليوم بعداً وطنياً أضيف إلى الأبعاد والمدلولات التاريخية والحضارية والإنسانية للاحتفالية.

يقول الباحث في التراث الساحلي "حيدر نعيسة" لجريدتنا: "مثلما علم الأجداد الفينيقيون العالم أبجدية الحروف، كذلك علّموه أبجدية لغة الزهور، وقد بلغ حبهم للزهر والشجر حد التقديس فكان شجر الصنوبر محبوب الإله أدونيس وكان مقدساً لدى الفينيقيين، واستمر ذلك التقليد حتى يومنا هذا في رسالة تحمل في طياتها زهرة شقائق نعمان إلى جميع السوريين والعالم : هنا سوريا أرض التراث والحضارات والسلام والمحبة.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: