Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

جسور الثقة مقطوعة

جسور الثقة مقطوعة

حبيب شحادة

ما يقارب الأسبوع وما زالت المعاناة مُستمرة ومُتصاعدة بشكل دراماتيكي لا ينبئ بحل قريب، أزمات طاقوية أسقطت المواطن أرضاً وأفقدته الكثير من صبره وتَحمله مشقات حياة نهاية الأزمة/الحرب التي تخللتها فترات راحة تلمس المواطن بوادرها القصيرة التي لم تستمر طويلاً. 

أبو عهد السبعيني سائق تكسي صرح لجريدتنا، أنّه ينتظر أكثر من أربع ساعات لتعبئة 20 ليتر من البنزين، ما يضطره لتعطيل عمله لمدة يوم كامل، بعد عناء الحصول على البنزين. ولا تختلف معاناة أبو عهد عن معاناة كثيرين غيره في طابور الانتظار للحصول على لقمة عيش. 

وضع أصحاب السيارات الخاصة يتشابه ايضاً مع وضع سائقي التاكسي، من حيث المعاناة، حيث صرح الدكتور في كلية العلوم السياسية قاسم لجريدتنا، أنّه وفي ظل هذه الأزمة، اضطر للانتظار لمدة خمس ساعات لتعبئة سيارته بالبنزين. مضيفاً أنّ أزمة المحروقات أضحت قضية تسبب التوتر وتحتاج لحل جذري. 

ومن مُنطلق كونه دكتور جامعي ولديه محاضرات صباحاً بالجامعة، يقول د. قاسم أنّه أصبح لديه دوامين حالياً الأول في جامعته والثاني في البحث عن دور قليل في إحدى كازيات دمشق. 

كل هذه التدابير التي أنتجتها البطاقة الذكية لم تُفلح في تخفيف المعاناة، وإنّما فاقمتها بشكل كبير، كما أنها لم تضبط حجم الفساد والسرقات والتلاعب بالمكيال والتسعيرة. 

وهذا جاء نتيجة فشل الجهات المعنية في إدارة ملف الطاقة بشكل عام. 

وجدير بالذكر أنّه حتى الآن لم تقم أيّة جهة رسمية بتطمين المواطن واحتضان الأزمة التي سبقها قيام بعض الكازيات بالإغلاق والتمنع عن البيع، مثلما يحدث في حالة ارتفاع الدولار، حيث يقوم ممتهنو الصيرفة بالتوقف عن شراء أو بيع الدولار وصولاً لاستقراره على تسعيرة معينة. 

يومياً يختفي مورد/مادة معينة من السوق فجأة وبدون سابق إنذار، ما يجعل المواطن الذي عانى طوال الثماني سنوات الماضية وبنتيجة خوفه يجري يومياً جري الوحوش للحصول على الحد الأدنى من موارده لبقائه على قيد الحياة، وما تفشل به الحكومة يومياً يكمن في مد جسور الثقة بينها وبين المواطن وذلك من خلال إدارتها للأزمات بطريقة الإهمال وعدم الاكتراث لهموم الناس المتزايدة وابتعادها عن الشارع ناسيةً أو متناسية أنّ جميع مهماتها تنطلق من حاجة المواطن ولخدمته.

 

المصدر: خاص

شارك المقال: