ضباب كثيف من أفواه المراهقين في المطاعم دون أي رقيب
جودي دوبا
يجلس رامي ابن السادسة عشر ربيعاً مع أصدقائه في المقهى، متفاخراً بذقنه المتبعثرة على وجهه، وهي تشق طريقها للاكتمال، يمسك في يده اليمنى ورق الشدة وفي الأخرى "نبريج" الأركيلة ليشكل ضباباً في المكان مع كل سحبة، وكأنه يريد أن يوضح للعالم أنه بلغ مرحلة الشباب وأصبح يافعاً قادراً على فعل كل ما كان محروم منه في مرحلة الطفولة.
تعج المقاهي بالكثير من أمثال رامي رغم تشديد وزارة السياحة على منع تقديم الأراكيل لمن هم تحت 18 عام، بل وطلب الهوية من الزبون المشكوك بعمره.
إضافة إلى توجيه تعاميم لمختلف المنشآت السياحية في المحافظات، مبينةً اتخاذ إجراءات رادعة بحق المخالفين تصل إلى إغلاق المنشأة في حال التعمد في المخالفة.
ولم يتوقف التعميم عند هذا بل أشار إلى أنه في حال طلب الأركيلة من العائلة، وقام الأب بتقديمها لأحد أفراد عائلته دون 18 عام، تسحب الأراكيل من على الطاولة بشكل فوري ولا يحق للأب الشكوى على المطعم.
ورغم كل هذا التشديد نرى الكثير من المراهقين والأطفال يشرعون أركيلتهم في المطاعم دون أي اكتراث للتعميم.
يقول محمد "موظف مدني" من الصعب تطبيق القرار فأصاحب المطاعم لا تتقيد به، وتقوم بتقديم الأراكيل للمراهقين، ودون أي خوف فلا يوجد رقابة جدية من السياحة.
يقول غسان "صاحب إحدى المقاهي الشعبية" لجريدتنا :" حاولنا التقيد بالقرار لكن لم نستطع ضبط الزبائن فالكثير منهم يأتون مع أعمار فوق السن القانوني ويتشاركون معهم الأر كيلة كتحايل على القانون فهل من الممكن أن أمنع جميع الزبائن منها؟!.
وافق رضوان " صاحب مطعم" كلام غسان مضيفاً: " إن كان الأهل يطلبون لأولادهم الأركيلة فكيف سنتدخل ونمنعهم عن ذلك؟".
نهي "مدرسة" ترى بأن للجميع دور في انتشار هذه الظاهرة، من أهل وأصحاب مطاعم، إضافة لعدم الرقابة الجدية من قبل الوزارة، فبعض الدوريات التموينية قد تطوي أي مخالفة مقابل مبلغ مادي "رشوة"، هذا ما يجعلهم غير أبهين بالتقيد بالقرار
الجدير بالذكر أنه في عام 2009 صدر مرسوم يمنع التدخين وبيع منتجات التبغ وتقديمها في الأماكن العامة، ومنعت إعلانات منتجات التبغ، وحدد المرسوم الأماكن العامة، مثل المطاعم والمقاهي والحانات وغيرها من الأماكن المشابهة، فشرع بعض ملاك تلك الأماكن بتخصيص مناطق خاصة للتدخين، لكن لم يتم منع من هم تحت السن القانونية من التدخين، رغم وجود قانون يمنع ذلك منذ سنوات.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: