الشمال السوري نحو التصعيد .. وتركيا محتارة!

بعد أربعة أيام من الهدوء، أعلن الجيش السوري الإثنين أنه سيستأنف عملياته القتالية في محافظة إدلب التي تشهد ومحيطها وقفاً لإطلاق النار، بعد إعلان دمشق موافقتها على هدنة مشروطة بتطبيق اتفاق روسي تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح.
إذا انتهت الهدنة دون تحقيق أي تقدم يذكر نحو إرساء اتفاق مرض لجميع الأطراف ما يعني أن منطقة شمال سوريا ستكون على موعد مع معركة لاهبة، خاصة وأن الفصائل المسلحة ولا سيما جبهة النصرة ترفض تقديم أي تنازلات وحتى وإن كان ذلك بأوامر من حلفائها الإقليميين، وتصريحات زعيم التنظيم أبو محمد الجولاني تؤكد ذلك إذ قال مؤخراً "لن نتموضع لا على طلب الأصدقاء ولا الأعداء"، مشددا على رفض فصيله دخول قوات مراقبة روسية إلى المنطقة العازلة كما ينص الاتفاق.
وتنسجم تصريحات الجولاني مع الدعم المتوقع للفصائل المعارضة شمالاً من قبل الأتراك، إذ أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدد في وقت سابق من الأسبوع بأن بلاده تعتزم شنّ عملية عسكرية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية المدعومة أمريكياً، لكن هذا وإن حدث فلن يكون في منأى عما يحدث في إدلب، إذ أن الدعم التركي للفصائل المعارضة سيجهض أي أمل لدى أنقرة بالحصول على موافقة دمشق تجاه عملياتها في شرق الفرات، ما يعني احتمالية وقوع المسلحين بفخ المصالح التركية، التي لن تجد أية عوائق في إدخالهم بالمعركة والانصراف عنهم فجأة نحو مشكلة الأكراد ..
الشيء الذي يحسب لدمشق، هو أنها هي التي حددت بداية ونهاية الهدنة هذه المرة، وذلك بعد نقض المسلحين للاتفاق، ولم تنتظر تمرير الأجندات الدولية من تحت الطاولة، وذلك بالطبع يؤكد على مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للمعركة المقبلة، وهو أن دمشق وضعت جميع الاحتمالات ودرستها بتأني قبيل الشروع في أي خيار، وإن كان خيار المعركة هو الراجح فإن هذا الخيار لن يكون إلا خطوة سورية مهمة على طريق إنهاء ملفات الشمال شيئاً فشيئاً ..
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: