محافظة النكت الساخرة تتحول لوكر للحشيش والمخدرات
نور ملحم
أصبحت تجارة المخدرات في حمص خلال سنوات الحرب أكثر تنظيماً واستقراراً في ظل موقعها المتوسط وحدودها الكبيرة وعدم السيطرة على هذه الحدود لإنتشار بعض الفاسدين جعلها ممراً رئيسياً لهذه التجارة في الشرق الأوسط ومركز توزيع لدول الخليج والعراق ولبنان والأردن وصولاً لمصر ودول أخرى.
ويهرب إلى جانب المخدرات الحبوب ذات التأثير النفسي والحشيش والمواد المسكرة ذات الأسعار والجودة المرتفعة، حيث قامت الجهات المختصة خلال الفترة الماضية بالقبض على أكثر من 200 شاب جامعي يتعاطى الحشيش.
يقول " س . م" طالب سنة رابعة طب بشري في تصريحه لجريدتنا: «قام والدي بتسليمي للجهات المختصة بعدما علم بتعاطيني الحشيش مع الدخان».
يكمل الشاب ذو 22 عاماً: «تعلمته خلال جلساتي مع أصدقائي بحجة الدراسة فكانت البداية للتسلية ولكن بدأت فيما بعد بتناوله بشكل يومي».
حال هذه الشاب يشبه حال الكثير من الشباب في محافظة حمص الذي أصبح بها شرب الحشيش مشرع نتيجة فوضى الشارع وإهمال الأهل بشكل كبير.
يقول " م .و" الذي ألقي القبض عليه قبل عام بتهمة التجارة بالحشيش وخرج بالعفة الأخير الصادر في تصريح لـ "جريدتنا": «الجميع يعلم أن موقع حمص الاستراتيجي جعل منها مركز رئيسي لتهريب وإدخال الحشيش والمخدرات سواء من الشمال أو الجنوب أو الغرب»، لافتاً إلى أن «شهرة محافظة حمص وصلت إلى دول الجوار وبأسماء معروفة لكن وبعد تحرير المحافظة أثرت حملة الأجهزة الأمنية على سوق المخدرات بعد القاء القبض على بعض من يسميهم البعض "ملوك" هذه التجارة»، مبيناً أنه «استطاع تجار المخدرات من رجال الأعمال ضم شريحة واسعة من الشباب لشبكاتهم كونهم أصحاب نفوذ وكلمة مسموعة في تجارتهم العلنية.. وهذا ما دفع شباب كثر للعمل تحت كنفهم بالتجارة والترويج للتعاطي وتحمل بعضهم دخول السجن للحصول على مبلغ من المال بعد خروجه».
خلال فترة الحرب زادت جرأة الشباب في تناول العقاقير وتدخين النباتات المخدّرة، ورأينا هذه الجرأة أيضاً ضمن عروض الدراما السورية وحتى بين الدردشات اليومية، لكن يبدو أنّ الدولة استفاقت بعض المرات لتقوم بحملات أمنية لمكافحة المخدرات، وبحسب الأرقام التي حصلنا عليها من فرع مديرية مكافحة المخدرات في حمص تبين لنا الحجم الهائل من الشبكات الملقى عليها في حمص منهم 60 شخصاً يعمل تهريب مخدرات والحشيش من تركيا والعراق ولبنان ودول اخرى مرورا بسوريا من خلال حافلات وسيارات شحن بعد تزويدها بمخابئ سرية بمساعدة اشخاص من البلدان المجاورة وكان قد تم تنظيم الاعمال فيما بينهم.
وكان قد تم مصادرة أكثر من 8 طن من الحشيش إضافة1000 كيلو حبوب مخدرة في حمص أثناء عبورها لدولة مجاورة خلال سنوات الحرب.
أصبحت محافظة حمص مشغولة حالياً بمكافحة الحشيش والمخدرات من خلال الأجهزة الأمنية بهدف تنظيف المدينة من خطر أو صفة ربما تلتصق بها للأبد لزيل ابتسامة قاطنيها و "أربعائهم " المتعارف عليه بالنكتة الساخرة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: