العصا السحرية في أسواق دمشق

فرمانٌ معظم.. الكل يجب أن يتكلم.. والمهندس يُطلق العنان وآه يا حنان، فالحكومة تتفقد الرعية والرعيان و "جودي أبو خميس" في حالة هذيان "إذا بدك تعبر عن رأيك يجب أن تعرف حقوقك وأنا لا أعرف الحقوق وعم يطلع معي الواجبات وأنا حافظها عن بصم"، حافظها مع "مطّةٍ" طويلة لكثرة تنفيذ الواجبات طوال حياتنا وهجرة الحقوق من قواميسنا.
الكل بلسان "أسعد خرشوف" يثني على الجولة التفقدية: "الحكومة لا تعرف حقوق المواطن خطيّ مسكينة تريد أن تعرف مننا لتنفيذها.. يا أخي ع راسي الحكومة"، فمن قال إن البدر لا يظهر في وضح النهار فيا شمس يا منورة غيبي، فالشعب بأسواقه احتفى ببدر الدجى والكل بات يتغنى بأمجاده، وصغار الكسبة رقصوا مع بطاطا من عيار (21) قيراط وتزينت البائعات بالبندورة، فرحين بوعودٍ شهدها الصغير قبل الكبير رغم سرية الجولة ونجاحها في تحقيق عنصر المباغتة!
مفاجأةٌ أبهرت الحضور وصعقت رائحة مدخل سوق الهال القديم، وزادت من عراقة سوق مدحت باشا الذي تخلى عن طربوشه لوزرائه الكرام، ومن اليوم ستبدأ القافلات بتوزيع الخدمات وستطوف النعم والخيرات وستخرج الزكاة من الأسواق بأكياس البصل، حتى لا يقال جاع مواطن في عهد الحكومة! ويسود السلام بين القطط وجزاري اللحم الأحمر.
نستميحك عذراً ساحة حطين "الميسات" ونطلب منك التنازل عن اسمك لأختك شمدين، لأنها الأجدر بهذا الاسم بعد زيارة "الحكومي الأيوبي" لها، فاتحاً الحركات التجارية مستمعاً لتنهدات جنوده الذين مكثوا (8) سنوات في المعركة كاظمي غيظهم ضاحكين على أنفسهم بمستقبلٍ بسيط على قدر أحلامهم.
ولأن الهدف من المواقف الوطنية هو تجسيد تطلعات الشباب، لذا سأستغل جولة البارحة وأهنئ صديق لي على خياله في مشهدٍ تدريبي بإحدى الورشات الإعلامية، لعب فيها دور التاجر المُنبهر بالحركة الصناعية في حلب قائلاً: "من أبرز الإنجازات في المحافظة هي عودة الروح النسيجية"، الخيال أصبح حقيقة والروح النسيجية التي أضّحكتنا في الأمس خُلقت اليوم في معامل التريكو بالزبلطاني الخاصة بالصناعة النسيجية، بعد التوجيه الصادر بتأمين عودة كل الورشات إلى العمل وتقديم التسهيلات اللازمة، وبهذا الدعم يتجسد خيالك وتتقدم عليك حكومتك.
و"طيري يا طيارة طيري يا ورق وحيطان" فالبنى التحتية لمنطقة عش الورور ستطير فرحاً حتى ينساها الزمان، وسيتكنى أهالي الورور بالكهرباء والطرقات والمدراس أمام الجيران، واثقين من الحبكة والطبخة التي تحضرها لهم المحافظة ووزارة الإدارة المحلية، والتي ستطير بهم إلى طفولتهم رفقة أولادهم قبل أن يكبروا وينساهم الزمان.
وبعد الفرمان عُقد الاجتماع وتم مزج التنمية بالغاز بالأكشاك بالمعامل بالحدائق مع التنديد بالمؤامرة الكونية، لكنهم خرجوا بخطة متكاملة للارتقاء بالواقع من خلال تعزيز تواجدهم الميداني، ليستمر اللغط عند الشعب حول علاقة السماء بالغاز والماء بالبطاقة الذكية، خائفين من ضياع وطنهم في المدى الوسيع راسمين في خيالهم ذكرى جميلة يفتخرون بها أمام المهاجرين.
المصدر: خاص
شارك المقال: