الجريح "سامر مرشد" يعتني بحياة "ثلاثة أطفال"
نورس علي
حمل جريح الحرب "سامر مرشد" (مبتور الطرف السفلي الأيمن) على عاتقه رعاية ثلاثة أطفال رغم جراحه المحتاجة لرعاية، فسكنه في منتصف قريته "الرقمة" ومنزله يبعد حوالي خمسين متراً عن أقرب طريق عام، مما جعله يعتمد على أكبرهم سناً في تأمين بعض حاجيات المنزل رغم وعورة الطريق.
تكاتفت قوى الأطفال الصغار مع قوى عمهم "سامر مرشد" واستعانوا مع بعضهم على البلوى، كما أوضح في حديثه الخاص لـ"جريدتنا"، فهم أبناء أم تخلت عن رعايتهم، وأب استعان بالله على حب الوطن والقيام بواجبه تجاهه، إلا أنه سلم بالواقع وحمل أمانه كبيرة تعجز عنها الجبال، فرعاية الأطفال بحسب وصفه ليست بالأمر البسيط عليه مع جرحه النازف الذي أفقده قدمه اليمنى من الركبة، مستعيناً بعكاز فاشلة على طريق وعرة مرصوفة بالحجارة فقط.
ويتابع: «يكبر أطفال أخي العسكري الذين أعتني بهم بمفردي ونسكن سوياً في منزلنا القديم المتهالك، اثني عشرة عاماً، فأطهي لهم طعامهم وأغسل لهم ملابسهم وأقدم لهم معرفتي العلمية في تحصيلهم الدراسي، واستعين بهم في تأمين حاجيات المنزل من دكان القرية، بكون طريق المنزل غير معبد والسير عليه يعرضنا للأذى والسقوط في كل خطوة مع عكازي الفاشل، حتى أن طرفي الصناعي لم يسعفني بالسير عليه».
ويضيف: «نعيش سوياً بعيداً عن مجتمعنا الطيب المعطاء، بكون المنزل يبعد حوالي خمسين متراً عن الطريق العام، وهذا ما دفعني لمناشدة محافظ "طرطوس" لتعبيد الطريق الذي وجه على الفور بتعبيده بالشكل الأفضل، لأخفف عناء التنقل على الأطفال الصغار، خاصة وأن السير عليه في فصل الشتاء أمر مستحيل، حيث قامت مديرية الخدمات الفنية بعملها على أكمل وجه وأوصلت الزفت إلى باب المنزل لنتمكن من التواصل مع محيطنا بسهولة ودون الخوف من السقوط، ليبقى موضوع إنارة الطريق شاغلي في الوقت الراهن، لنتمكن من السير عليه ليلاً، مع تركيب مصرف مطري خوفاً من تجمع مياه الأمطار وتشكل المستنقعات، مما يعرضني والأطفال لخطر الغرق بها مهما كانت بسيطة وسطحية».
يذكر أنه ليست المرة الأولى التي تقوم بها مديرية الخدمات بتعبيد الطرق لجرحى الحرب وشهدائها، بل هو ملف حملته على عاتقها لتأمين خطوط نقل وتواصل آمن لهم ولذويهم مع محيطهم، ومنهم ذوي الشهيد "لؤي يونس" من قرية "بلحوس" في مدينة "الدريكيش" الذي يتم شق طريق لهم بطول كيلومتر وعرض خمسة أمتار.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: