"دوير الشيخ سعد" اسم من ذهب وواقع خدمي من خشب !

نورس علي
اعتذر أصدقاء المهندس "محمد د" الموظف في مدينة "طرطوس" من إيصاله إلى منزله في بلدة "دوير الشيخ سعد" الذي يبعد حوالي خمسة كيلومترات فقط عن مكان عمله، بعد تجربتهم السيئة مع الطرق المارة والواصلة إلى القرية، التي سببت لهم مشاكل ميكانيكية وأعطال في سياراتهم.
يعتبر الطريق الواصل إلى بلدة "دوير الشيخ سعد" ذات التجمع السكاني الكبير البالغ حوالي عشرين ألف نسمة، من أسوأ الطرق التي يعاني منها أهالي وسكاني البلدة الذين قدموا شكاوى عدة بخصوصها، فالحفر كثيرة والمطبات الإسفلتية موضوعة بطريقة سيئة جداً والطرق الفرعية في التوسع الجديد غير معبدة رغم وجود العديد من التجمعات السكانية القاطنة في مقاسم سكنية مرخصة أصولاً وفق نظام عمل البلدة، وكذلك المقاسم المبنية حديثاً وقيد البناء، كما أوضح المهندس "محمد" من سكان البلدة.
وتعاني البلدة من قلة الاهتمام بالطرق العامة والفرعية رغم وجود مجلس بلدي قائم لتسيير الأعمال أصولاً، فالشكاوى حول ضعف الخدمات وقلة الاهتمام بالنظافة وتعبيد الطرق كثيراً قد لا تتسع لها الأدراج بحسب ما أوضحه "محمد" كمشكلة يعاني منها يومياً وبادر إلى تقديم الشكاوى الجماعية أصولاً للوصول إلى حلول ناجعة.
ولكن لا حياة لمن تنادي كما قال "موفق ع" من أهالي وسكان البلدة، وتابع لجريدتنا: «لا تكاد تخرج سيارتي من مركز صيانة حتى تعود لمركز آخر، نتيجة سوء الطرق الرئيسية المعبدة بشكل مخجل وإهمال الطرق الفرعية، فأين المجلس البلدي من القيام بمهامه وأعماله وتقديم خدماته فيما يخص أبسط حقوق المواطنة وتحسين الخدمات للحياة الكريمة، فقد يتخيل للسامعين بالتنظيم الحديث والتوسع العمراني الجديد في البلدة أن واقع النظافة ممتاز والطرق مميزة ومعبدة بكاملها، ولكن سرعان ما تنتهي أحلام اليقظة بالنسبة لهم مع أول زيارة للبلدة، وتكتمل لديهم الصورة الواقعية لواقع بلدة تعود إلى ما قبل الألفية الثانية بسنوات لسوء الخدمات».
وبالمقلب الآخر، يقول "علي ش" أنه يزور أقاربه في البلدة مرتين أسبوعياً، ويركن سيارته في أول البلدة ويستقل سيارات النقل العامة "السرافيس" حرصاً منه على سيارته التي تعطلت في أول زيارة نتيجة سوء الطريق الواصل إلى المنزل، حيث كلفته مبلغ مالي ليس بالقليل.
ويتابع "علي": «حين قررت الاستقرار في مدينة "طرطوس" والاقتراب من مركز العمل الوظيفي اليومي، كان الخيار المناسب لنا بلدية "دوير الشيخ سعد"، ولكن بعد زيارتها والعبور على طرقاته ومعاينة واقع النظافة فيها، عدلت عن هذا الخيار وتوجهت إلى بلدة "الشيخ سعد" المجاورة لها، فطرقاتها أفضل بكثير وخدماته مشغول عليها، وكأن كل بلدة منهما في محافظة».
وبعد طول عناء تمكنا من الحصول على تصريح مسجل من رئيس البلدية "فراس محمد" علماً أن المخطط له الحصول على تصريح مصور، وتحدث خلاله: «تبعد "دوير الشيخ سعد" عن مركز مدينة "طرطوس" حوالي خمسة كيلومترات فقط وتلاصقت الحدود الإدارية بينهما تقريباً، لولا الاوتستراد الدولي "حمص- اللاذقية"، وترتفع عن سطح البحر حوالي 200 متر، ومناخها بحري بامتياز، ومخططتها التنظيمي منذ عام 1980 وأخر توسع عمراني فيها عام 2005».
وما يشغلنا بشكل جدي واقع النظافة والكميات الكبيرة منها، حيث يعمل بترحيل القمامة يومياً ثلاث جرارات وسيارة، بمعدل ثمان نقلات يومياً إلى معمل نفايات "وادي الهدة"، ويتم العمل منذ الساعة السابعة صباحاً حتى انتهاء القمامة دون تحديد ساعة الانتهاء، ولكن المزعج في الأمر عدم التزام السكان بمواعيد إلقاء القمامة يومياً، مما جعلها متواجدة على مدار الساعة في الشوارع والأماكن المخصصة لرميها.
وبالنسبة للصرف الصحي طالبنا بإعانة مالية لمشروعين الأول بقيمة خمسة وعشرين مليون ليرة والثاني بقيمة اثنان وعشرين مليون وبانتظارها من المحافظة.
وبالنسبة للطرق حصلنا على إعانة مالية من المحافظة بقيمة واحد وعشرين مليون ليرة لتعبيد طريق تم الإعلان عنه وبانتظار تصديق الإضبارة النهائية، وكذلك إعانة أخرى بقيمة سبعة عشر مليون ليرة حصلنا عليها لتعبيد طريق هام وبانتظار بقية الإجراءات لتعبيد طريق ضمن محيط موقع مطعم "قصر العلالي" بعد تقديم عدة شكاوى من الأهالي، وبالنسبة للشارع الرئيسي في البلدة سيتم تخصيص خمسة ملايين من ميزانيتنا الخاصة لتعبيده.
كما لدينا عدة وصلات طرقية في حي "الضهر" تحتاج إلى تعبيد عاجل نتيجة وجود أبنية قديمة ومنحدر».
ضمن قطاع البلدة التي أصبحت في التصنيف الإداري الجديد مدينة حوالي 300 حالة ما بين شهيد ومفقود ومصاب حرب، بحسب حديث رئيس مجلس المدينة، مضيفاً: «يبلغ عدد السكان ورقياً بحسب إحصائية النفوس حوالي تسعة آلاف نسمة، بينما في الحقيقة وبعد التوسع السكاني الجديد وقدوم الوافدين يصل العدد إلى حوالي عشرين ألف نسمة، وهذا جعل حاجتنا للإعانات المالية لزوم تعبيد الطرق غير المعبدة أساساً تزيد عن 300 مليون ليرة، وهنا يجب التنويه إلى عدم وجود أية مشاريع تنموية إنتاجية في المدينة ترفد قطاع البلدية بالموارد المالية، علماً أن عائداتها من الحركة العمرانية النشطة جداً تذهب لتعبيد الطرق ورواتب الموظفين وعمليات إصلاح الآليات وتأمين المحروقات».
بعد هذا الكلام الشعبي والكلام الرسمي لا يوجد كلام، فالتناقض مرفوض والعمل هو المطلوب لتحسين الواقع الخدمي في المدينة، خاصة وأنها في موقع جغرافي يهيئها لتكون قبلة سياحية كما هي قبلة عمرانية سكانية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: