Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

استعراض أمريكي "ساخن" ضد "إيران"

استعراض أمريكي "ساخن" ضد "إيران"

آلان كرد

 

يتواصل الاستعراض الإعلامي الأمريكي الساخن ضد إيران منذ أسابيع، الاستعراض الذي شاركت فيه حاملات الطائرات والعتاد الحربي إلى جانب إمبراطوريات الإعلام الكبرى، ولكن مع صراع حاد في الداخل الأمريكي بين العتاد الحربي الذي أصابه الكساد، وبين الدعوة العلنية للحوار مع إيران! فماذا يريد الأمريكيون حقاً بعد هذه الجلبة التي لا يمكن إخراجها عن سياق الاستعراض الإعلامي والقنابل الدخانية؟

 

من النفط إلى الأزمة الورقية

أعلن الأمريكيون عقوبات جديدة على إيران شملت إلغاء الإعفاءات الممنوحة على مستوردي النفط الإيراني، وعقوبات واسعة على قطاع المعادن. وارتفعت سخونة التصريحات الإعلامية إلى حد التهديد بالسفن والقاذفات الاستراتيجية، لتهبط حرارة المنطاد الإعلامي الجديد إلى تصريحات ترامب القائلة: يجب على الإيرانيين أن يتصلوا بي وسنتحدث!

افتتح الاستعراض بإنهاء الإعفاءات الممنوحة لتركيا وإيطاليا واليونان والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان من العقوبات المفروضة على من يستورد النفط الإيراني في سعي نحو تصفير صادرات إيران النفطية منذ حزيران 2019. وفرضت عقوبات على قطاع المعادن الذي يشمل 10 % من الصادرات الإيرانية، وخاصة الحديد والصلب والألومنيوم والنحاس.

في مشهد آخر للضغط على إيران، أزمة الورق تجبر عدداً من الصحف الإيرانية على حذف 8 صفحات حتى إشعار آخر. وانفجرت الأزمة الورقية بسبب ارتفاع أسعار الورق مؤخراً وبشكل حاد، نتيجة للعقوبات الأمريكية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الزنك والمواد المركبة والتكاليف الأخرى، وانخفاض مصادر إيرادات الوسائط، والتي تعد من بين المشكلات التي حصدتها وسائل الإعلام من العقوبات الأمريكية. 

تصاعدت خطورة الأزمة الورقية لدرجة انخفاض نسخ الصحف المطبوعة بمقدار الثلث خلال الشهرين الأخيرين، وتوقفت العديد من الصحف عن الصدور بسبب نفاذ كمية الورق من مستودعات الصحف ومن الأسواق على حد سواء. 

 

تهديد إعلامي بالعتاد الحربي 

زادت البحرية العسكرية الأمريكية من تحركاتها الاستعراضية، مثل قدوم قاذفات بي-52، إلى القاعدة الأمريكية في قطر، فيما أعلن الجيش الأمريكي أنها ستكون جزءاً من قوات إضافية في الشرق الأوسط.

الخوف يصيب الأمريكيين من تهديد البنية التحتية لإنتاج النفط في منطقة نفوذهم في الخليج بعد أن هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه نحو ثلث الخام المنقول بحراً في العالم. ليعود كل هذا الاستعراض إلى الانخفاض، إذ صرح قائد الأسطول الأمريكي الخامس المتمركز في البحرين، نائب الأدميرال جيم مالوي: إن «القوات الأمريكية رفعت حالة الاستعداد على الرغم من أن جيش بلاده لا يسعى إلى خوض حرب مع إيران ولا يعد لذلك».

 

ماذا يقول ترامب وبومبيو؟ 

بعد الاستعراض الإعلامي للقوة، دونالد ترامب يدعو القيادة الإيرانية إلى الجلوس والحوار معه بشأن التخلي عن برنامج طهران النووي، ويشير في الوقت نفسه إلى عدم استبعاده للمواجهة العسكرية. 

وعندما سئل ترامب، إن كان خطر اندلاع مواجهة عسكرية قائماً في ظل وجود الجيش الأمريكي في المنطقة، قال: أتصور أنهُ بإمكانكم قول ذلك دائماً، أليس ذلك صواباً؟ لا أريد أن أقول لا، لكني آمل ألا يحدث. لدينا واحدة من أقوى السفن في العالم المحملة بالأسلحة ولا نريد أن نفعل أي شيء، ما ينبغي لهم فعله هو أن يتصلوا بي ونجلس. بوسعنا التوصل إلى اتفاق عادل. كل ما نريده منهم ألا يمتلكوا أسلحة نووية! أما وزير الخارجية بومبيو فيدعو إلى تشديد العقوبات الاقتصادية بمشاركة أوروبية. 

 

ما لا يقوله الأمريكيون؟ 

بداية انهيار الاستعمار الجديد هو ما يخاف منه الأمريكيون بالضبط، ويمكننا القول إن ما بعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني في تموز 2015 ليس كما قبله، وتتسع آفاقه القريبة لتطال جذور النظام العالمي القائم، بركائزه الاقتصادية التي تأسست على الهيمنة الإمبريالية منذ النصف الثاني من القرن العشرين، والتي فرضت الاستعمار الجديد في العديد من بقاع العالم.

أول ما هدده الاتفاق النووي الإيراني هو أسس الهيمنة الأمريكية على العالم، وأبرزها «التبادل اللا متكافئ» الذي يشفط المليارات من المنطقة بشكل مستمر، والذي لا يمكن كسره إلا عبر التنمية المستقلة، وهو ما وضع الاتفاق النووي الإيراني أساسه بين يدي شعوب العالم. والذي يكسر أول ما يكسر: الهيمنة الأمريكية على التكنولوجيا النووية، ويضع بالتالي أهم تكنولوجيات العصر في التنمية الاقتصادية المباشرة لشعوب المنطقة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: