Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

السوريون ومتلازمة انتقاد الإعلام.. "الله وكيلكن غطينا الحرائق"

السوريون ومتلازمة انتقاد الإعلام.. "الله وكيلكن غطينا الحرائق"

 

 كريم مهند شمس

نفض عن كتفيه الغبار ونهض مستجمعاً ما تبقى من سمعته المُبعثرة على أرصفة الوطن، ثم خاطب الشعب قائلاً: "الله يسامحكون يا شباب، شوي شوي طيب، بلا تدفيش يعني".

يبدو أن نسبة من الشعب السوري باتت تعيش حالة من متلازمة الانتقاد الممزوجة بفوبيا الإعلام، وكذلك الرغبة الجامحة لتصيد الأخطاء لدرجة جعلته يتوهمها أحياناً، كنتيجة منطقية ربما لما عايشه المواطن السوري من تناقضات الشاشة في السنوات الأخيرة.

وللأمانة تبقى تربية البطاريق ولينا غير المحتشمة في صدارة الأمور التي دفعت الشعب السوري إلى الضرب بمنظومته الإعلامية المحلية بعرض الحائط كلما حدثت مصيبة، فتراه ينتفض ليشتم ويتهكم حيناً أو يصيغ النكات على القنوات السورية مع كل "تريند" جديد، وهو بالضبط ما حصل على خلفية الحرائق الهائلة التي طالت مساحات واسعة من الأراضي السورية مؤخراً، 

حيث اتهم الإعلام السوري بالتقصير في تغطية الحدث وعلى أثره انهالات عليه الانتقادات بصفحات التواصل الاجتماعي، فيما رد بعض الإعلاميون من جانبهم على صفحاتهم الشخصية: "الله وكيلكن مستنفرين وما عم ننام، حرام عليكن".

ولسنا نسعى هنا لإضفاء طابع المثالية على وسائل الإعلام الزميلة (عدا وسيلتنا فهي مثالية طبعاً والحمدالله) ولكن الحق يُقال فإنه يبدو مظلوماً بحسب ناشطون حاججوا بأن من انتقدهم لم ينظر لتلفازه حتى قبل رمي تهكمه هنا وهناك.

وعموماً فإن شيء من التقصير الإعلامي يعود لصغر حجم المنظومة الإعلامية في البلاد، فبالمقارنة مثلاً مع لبنان الذي يملك أربعة أضعاف وسائل إعلامنا على الأقل في حين يساوي تعداد سكانه كاملاً أقل مما يوجد تقريباً في محافظة سورية واحدة.

ومن المنطقي أن يتحمل الإعلام نصيباً كبيراً من نقمة الناس في ظل الظروف المعيشية التي يعيشونها، خاصة وأن عدوهم الحقيقي غير مرئي وبالتالي غير قابل للانتقاد.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: