سوريا.. ماذا سيحصل في 10 تموز؟
عشتار محمود
لا تزال سوريا في مقدمة أزمات اللجوء الدولية، وأكثر من 26 مليون لاجئ عبر العالم: ربعهم سوريين.. كما أنها لا تزال البلد المأزوم الذي يسجّل ثاني أكبر عدد من النازحين داخلياً وقرابة 6.7 مليون شخص، ومقابل هذه الأرقام فإن حجم المساعدات الدولية إلى سوريا هو أيضاً ضمن الأكبر عالمياً.
وفق تقارير منظمة OCHA التابعة للأمم المتحدة، فإن مجمل المساعدات المقدمة إلى سوريا قاربت حتى منتصف عام 2021: 1,2 مليار دولار تقريباً، بمعدل وسطي أقل من العام الماضي 2020، الذي سجّل جملة مساعدات سنوية وصلت إلى 2,7 مليار دولار.
معظم هذه المساعدات في عام 2020 أصبحت تصل عبر المعابر والمنافذ الحدودية السورية الحكومية، وذلك بعد أن أغلق الفيتو الروسي والصيني الإمداد من ثلاث معابر خارج سيطرة الحكومة، ولم توافق الدولتان العضوان الدائمان في مجلس الأمن على تمديد العمل بالقرار الدولي 2253 الذي أتاح منذ 2014 بعبور المساعدات من خارج مناطق سيطرة الحكومة.
وفي العام الماضي تم إيقاف معابر: اليعربية في الشمال الشرقي، وباب السلامة في الشمال الغربي، والرمثا في درعا. ليبقى معبر باب الهوى بين تركيا وسوريا عبر إدلب الوحيد الذي تنتقل المساعدات عبره، وسيتم التصويت في 10 تموز القادم في مجلس الأمن ليتم الإقرار إما بالتمديد أو إيقاف شامل للمساعدات عبر الحدود، وحصرها بالمعابر النظامية.
وذلك مع الدفع الروسي والصيني نحو توجيه كل المساعدات عبر المعابر النظامية لتمر بعدها إلى كافة مناطق البلاد الأخرى، وتحديداً أن المساعدات عبر معبر باب الهوى تمر في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة التي تستفيد منها.
ووفق تصريحات مارك لوكوك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، فإن العبور الشهري لمناطق الشمال الغربي قارب 1000 شاحنة من المساعدات شهرياً. وبالمجمل فإن قيمة المساعدات الدولية التي تصل عبر الحدود إلى مناطق الشمال الغربي قاربت في 2020: 300 مليون دولار، ونسبة: 11% من الإجمالي وذلك بعد أن انخفضت مع إغلاق معبر باب السلامة.
من بين هذه المساعدات هنالك 184 مليون دولار من صندوق سوريا للمساعدات الإنسانية العابر للحدود، الذي شكلته الدول الغربية في عام 2014 وهو أكبر صندوق عالمي مجمّع للتزويد بالمساعدات عبر الحدود. وقد زوّد المنطقة بمساعدات قاربت 47 مليون دولار في الأشهر الستة الماضية.
وتتوقع المنظمات الدولية أن الدول الغربية التي تموّل هذا الصندوق وفي مقدمتها الولايات المتحدة وألمانيا ستتوقف عن التمويل في حال انتقال المساعدات لتعبر عبر المعابر النظامية.
وهذا قد يؤدي إلى تراجع كبير في تدفقات المساعدات إلى هذه المناطق، ويسبب أزمات اجتماعية وسياسية سيطال تأثيرها تركيا مع ازدياد الضغط الاجتماعي في منطقة الشمال الغربي ضمن أجزاء من إدلب وريف حلب.
تصل المساعدات وفق تقديرات الـ ocha لحوالي 2,7 مليون نازح في هذه المناطق، مليون منهم ضمن المخيمات، حيث يعتمد 75% من السوريين في المنطقة على المساعدات الدولية والغذائية تحديداً، وسيعني أخذ مثل هذا الإجراء تصعيداً سياسياً ودفعاً روسياً حثيثاً نحو تغيير الوضع في منطقة الشمال الغربي، عبر تقليص واحدة من آليات الهيمنة الهامة لقوى الأمر الواقع الموجودة في المنطقة، ولكن للأسف كما في كل المفاصل السورية فإن ملايين السوريين الجائعين والمعتمدين على المساعدات قد يدفعون أثماناً غالية، كما هو الحال مع ملايين السوريين في إدلب وغيرها.
بكافة الأحوال فإن ملياري دولار مساعدات هو رقم يشكّل نسبة لا بأس بها في الوضع السوري إذ تقارب: 10% من الناتج الإجمالي... ومع ذلك فإن هذه المساعدات لم تعد قادرة بآلياتها وكمياتها ووسطائها ومستوى الهدر والنهب فيها، أن تتصدى لواقع شديد القسوة ويتطلب أن تعود البلاد موحدة وفق توافقات وحلول سياسية تعيد توحيد السوريين وتفتح لهم مستقبلاً مشتركاً من جديد.
https://www.facebook.com/105986514160132/videos/336127378072684
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: