هل تكفي الحصانة التربوية لتحسين أوضاع المعلم؟

 

محمد الواوي

تنظر المعلمة يسرى (مدرسة في جديدة عرطوز) بارتياح أكبر من جهة منحها وزملاءها حصانة تربوية، وتقول: "إن تعميم وزارة العدل بحصر الشكاوى على المعلمين في المدراس داخل هيكلية وزارة التربية يحفظ كرامة المعلم أكثر من خلال تنفيذ عقوبات مسلكية إذا كان الأمر متعلقاً بالعمل التربوي، إذ أنه من المعيب أن تستدعي الشرطة المدرس في حال وجود أي شكوى بطريقة مذلة له أمام أعين الطلاب".

وكانت وزارة العدل أصدرت تعميماً بحصر دراسة الشكاوى والادعاءات الشخصية ضد المعلم بالمحامي العام الأول أو المحامي حسب الحال. وفي حال تبين أن الشكوى تتعلق بمخالفات تربوية ناشئة عن العمل الوظيفي تحال الشكوى إلى مدير التربية في المحافظة لمعالجتها أو تكليف الرقابة الداخلية بالتحقيق فيها واستكمال إجراءاتها القانونية.

أما إذا تبين من دراسة الشكوى جدية الادعاء وأن المخالفات المنسوبة تنطوي على جرم جنائي جنائي أو جنحي شائن يقدر المحامي العام الإجراءات اللازمة للتحقيق من الضابطة العدلية مباشرة ويتابع الإشراف على التحقيقات بما يضمن تحقيق العدالة.

بدوره، أثنى المحامي غياث عمارة  في حديث لـ"جريدتنا" على التعميم كونه يحافظ على هيبة المعلم، كما أن المحامي العام هو صاحب الاختصاص في تقدير الموقف والشكوى إن كانت كيدية لأنه رجل قانون. وفي الوقت ذاته يحد القرار من استعمال الطلبة أبناء الشخصيات والنفوذ لسلطة أهلهم وتأثيرها إضافة إلى تخوف المعلم أثناء المراقبة.

ويؤكد عمارة أنه لا يحق لمساعد في الشرطة قد لا يكون حاصلاً على شهادة ثانوية محاسبة والتحقيق مع معلم ربما يكون حاصلاً على درجة الماجستير، أو أن يتجاوز الخمسين من العمر، فمن غير المنطقي أن يحقق معه شاب لم يبلغ العشرين عاماً.

ويضيف عمارة "كفى لأصحاب النفوذ استغلال نفوذهم في أرقى مهنة وهي العلم والتعليم".

وزير التربية عماد العزب أوضح خلال تصريح صحفي، أن القرار جاء لخلق نوع من الحصانة القانونية للمدرسين والمعلمين، ووضع حد لبعض الأشخاص ممن يحاولون التطاول على بعض المدرسين.

وذكر العزب بأنه قبل صدور التعميم كان يتم تقديم معروض أمام القاضي وفي حال أي شبه جنائية أو جزائية يصدر القاضي مذكرة توقيف بحق الشخص مباشرة. وأضاف: الآن لن تصدر أي مذكرة إلا بعد الرجوع إلى مدير التربية المختص.

ويطالب معلمون خلال حديثهم مع "جريدتنا" بإصدار مزيد من الإجراءات التي تحمي وتراعي طبيعة عملهم، ورفع رواتبهم بقدر كاف ينقذهم من الفقر والحاجة ويكافئ جهودهم لبناء المجتمع.

 

المصدر: خاص

بواسطة :