Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

زيادة الدخل مقابل رفع الدعم

 زيادة الدخل مقابل رفع الدعم

حبيب شحادة

يعتقد رئيس الحكومة بقناعته التامة أنّ "الدخل الحالي لا يكفي المواطن"، وأنّ "الرواتب قليلة، ولا تقاس بتكاليف المعيشة". ولا شك في أنّه أصاب عين الحقيقة في قناعته تلك، لكن ماذا يستفاد المواطن من قناعة رئيس حكومته؟ التي ينطبق عليها القول، إن كنت تعلم فتلك مصيبةً، وإن كنت لا تعلم فالمصيبةُ أعظم.

يبدو أنّ المواطن القابع تحت خط الفقر، والمنتظر لزيادة الرواتب، قد أصابته الدهشة والفرحة بقول رئيس الحكومة بإمكانية زيادة الرواتب إلى 200 ألف ليرة شهرياً، لو لم يربط قوله هذا، برفع الدعم، الذي لا تترك الحكومة مناسبة، إلا وتمنن المواطن بالحديث عنه وعن تكاليفه الباهظة والمرهقة لميزانية الدولة (2200 مليار سنوياً)، وكأنها تُفضّل على المواطن بهذا الدعم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

رُبّما لا يعلم رئيس الحكومة، بأنّ دخل الموظف السوري لا يتجاوز ال 60$ في أحسن أحواله، وبأنّ #سوريا في المرتبة الأخيرة لناحية حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وإلا لما قال، "بإنّ الأسعار في سورية هي الأرخص في كل المنطقة"، صحيح هي الأرخص ولكن بالمقابل الدخل هو الأدنى، ويبدو أنّ رئيس الحكومة يحتاج لجولة في الدول المجاورة كي يعرف فعلياً حقيقة الأسعار، والأهم أن يعرف حقيقة الدخل لمواطني الدول المجاورة مقارنة بدخل المواطن السوري.

إزاء ذلك يدرك رئيس الحكومة، بأنّ الحل في زيادة الإنتاج، ولكن لا حول له ولا قوة، بفعل الحرب الشرسة، ويدرك بأنّه في حال زيادة الرواتب لحد 200 ألف شهرياً، فلن تُحل المشكلة لأكثر من ثلاثة أشهر، وبعدها سترتفع الأسعار، لذلك يضع زيادة الرواتب مقابل رفع الدعم بشكل كامل.

يمكن أنّ تمنيات رئيس الوزراء لحكومته بتحسين الواقع المعيشي لمواطنيها، قد لا تنفع بشيء سوى جعلها شعارات براقة، في ظل واقع معيشي صعب باعتراف رئيس الحكومة. الذي اعترف أيضاً بوجود القليل من الفساد. تخيلوا قليل من الفساد في ظل زوبعة من الحديث عن فساد مؤسسات ووزارات بكاملها وبمئات المليارات من الدولارات.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: