زوكربيرغ عبر أهم صفحات النكات السورية: أرسلها لعشرة أشخاص وإلا...
كريم مهند شمس
يبدو أنَّ نهاية العالم الافتراضي قد حلَّت، أو أنَّ منصات التواصل الاجتماعي أخذة بالانحدار صوب القاع، هناك حيث يقبع كل "أهبل" يتفاعل مع رسائل أرسلها لعشرة أشخاص وانظر ماذا سيحصل، تلك الرسائل السحرية التي لا يمكن أنَّ تحزر من أين ستصلك اليوم، فقد يكون مرسلها شخصاً كنت تعتقد أنه ذكي، أو أنك لا تستطيع شتمه وحظره بعد ضمه اسمك لقائمة العشرة المُختارين لديه، ويبارك هاتفك برسالة من ذلك الصنف يومياً.
وآخر ضحايا هذه الرسائل، كان مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك، فالمسكين لم يجد لنفسه منصة واحدة يستخدمها للتصريح في موقعه الخاص، ولا حتى الصفحة الرسمية لشركته على الموقع كانت ستفي بالغرض ليخبر السوريين بما هو جديد، حيث اضطر لاستخدام المجموعات المعدة لتداول النكات السخيفة عادةً ليعلن عبرها كمنصة رسمية عن رفعه ميزة المجانية عن مالكي بعض الحسابات، طبعاً إلا إذا أرسلو هذا البيان لعشرة أشخاص!
وجاء في خطاب مارك الذي حمل نبرة الاعتراف والحزن المليئ بالأخطاء الإملائية في وقت واحد:"مرحبًا بالجميع، أنا مارك زوكربيرج مدير Facebook، يبدو أن جميع التحذيرات كانت حقيقية، وأن استخدام Facebook سيكلف المال ولن يكون مجانياً".
ثم تابع حديثه باللغة العربية الفصحى مستخدماً (لاكن) بدلاً من (لكن) كحركة ذكية ليقترب من الناس أكثر، وأردف القول"لاكن إذا أرسلت هذا المنشور إلى 10 مجموعات مختلفة من قائمتك، فسيظهر رمزك باللون الأزرق وسيكون مجانيًا لك، إذا كنت لا تصدقنى غداً فى الساعة 6 مساءً، فسيتم إغلاق facebook وفتحه، وسيتوجب عليك أن تدفع، هذا كله بموجب القانون، ويجب بعد الأنتهاء من المشاركات التعليق ب تم حتي نتمكن من جعل الفيسبوك مجاني لحسابك" انتهى البيان.
وبالطبع فإن الشعب السوري كان أذكى من ما يبدو عليه ولم يستجب لهذا البيان الكاذب الذي يصدر بين الفترة والثانية، حيث أكد لنا "عبدو" استحالة أنَّ تنطلي هذه الحيلة عليه، موضحاً: "كيف أصدق هذه الرسالة دون أنَّ تحتوي على حلفان واحد حتى، حيث يمكننا أنَّ نلاحظ بوضوح كيف لم يستخدم مارك ولا كلمة والله العظيم أو حتى عليّ الطلاق!، تخيل أن أصدقه دون أن يحلف ثلاث مرات على الأقل، إنها حتماً مؤامرة دبرها مارك أو أحد ينتحل شخصيته ليجمع الإعجابات والتعاطف والتفاعل من ضحاياه".
أما عن هؤلاء الذين أرسلوا الرسالة، فقد وصفهم "عبدو" بالحمقى، مؤكداً أنه انتقم منهم جميعاً على طريقته الخاصة، حيث تقدم بطلب إجازة من عمله، ليتفرغ في المنزل ورد عليهم "واحد واحد"، وذلك عبر إعادة إرسال تلك الرسالة عشر مرات متتالية إلى ذات الشخص الذي أرسلها له أولاً، وهكذا سيضطر الأخير لأرسالها مائة مرة ليتمكن من كسر اللعنة والحصول على الرزق والحظ وحساب فيسبوك مجاني.
ومن الجدير ذكره، أنَّ تاريخ زوكربيرغ يشهد على بعض المواقف المهينة، من استدعاء البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) له ليخضع للتحقيق، إلى فضائح متعددة عن بيعه للمعلومات الشخصية عن مستخدمي موقعه لشركات التسويق وتنظيم الحملات الانتخابية، وحتى أنه تمت ملاحقته صحفياً مئات المرات بعد استقالة كبار موظفيه خلال سلسلة الفضائح التي طالته، لكن لم يسبق له وتعرض لإهانة كهذه وبهذه الدرجة من الانحطاط بالمستوى.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: