زوج سوري تحت الطلب
بعد ما شهدته سوريا من أزمات مختلفة في سنوات الحرب الأخيرة التي قاربت العشر، طفت على السطح عدّة مشكلات فيما يخص النسيج الاجتماعي الذي عانى من التخبط لسنوات عديدة فأنتج الكثير من حالات الطلاق أو فقدان المعيل أو التفريق بين الأزواج.
ومن تلك المشكلات ظاهرة جديدة، وهي كثرة العازبات من الفتيات في المجتمع، إذ هناك الكثير من العوامل التي أنشأت هذه الظاهرة التي لم تقتصر على فئة معينة سواء عمرية أو طائفية أو ثقافية، بل شملت الجميع، لكن مع اختلاف المعطيات والأسباب.
وبينما توجد الكثير من الفتيات ممن يمتلكن الرغبة في الزواج وتكوين أسرة، وهذه الفئة التي تشمل الفتيات من عمر 18 إلى 35، نرى أن رغبة الفتيات تقف أمامها الكثير من المعوقات والمشكلات منها هجرة الشباب السوري، إضافة إلى العامل الاقتصادي، وارتفاع تكاليف المعيشة إلى مستويات تمنع أي شاب من التفكير في الموضوع، علاوة على ذلك أصبح الحصول على مسكن من الأحلام عند غالبية الشباب السوري، واللجوء إلى خيارات منها السكن مع الأهل، أو استئجار شقق بكل ما يتبع هذه الخيارات من مشاكل تهدد بعدم استقرار الزواج.
ومن الأسباب التي يمكن ذكرها أيضاً مغالاة شريحة واسعة من الأهل في طلب المهور التي وصلت إلى ملايين الليرات بحجة ضمان مستقبل الابنة.
كما أن هناك أسباب أنتجتها الحرب، تتمثل في وجود فئة من الأرامل في سن عمرية صغيرة، كمن فقدت زوجها في الحرب وقد ترك لها طفل أو اثنين على أقل تقدير واللواتي تواجهنّ تحديات إضافية في اتخاذ قرار كالزواج مجدداً أو عدمه.
تبرز أيضاً فئة من الفتيات ممن اخترن بإرادتهنّ تأخير أو إلغاء فكرة الزواج رغم غرابة الفكرة على المجتمع السوري، إلى أنها باتت شريحة غير قليلة، إن كان من الشابات، وحتى الشباب، ونجد هذه الفئة بين الشابات من سن 25 إلى الثلاثينات ومافوقها، وغالباً ما تكون تلك الفئة ذات مستوى تعليمي وثقافي، ومنهن من تملك عمل يمكّنها من الدفاع عن قرارها.
ورغم ما تواجهه الفتيات في المجتمعات الشرقية من ضغوطات على الفتاة حتى تتزوج وتنجب، وتهديدها بشبح العنوسة وسن اليأس، نرى أن العديد منهن يصررنَ على عدم الدخول الاعتباطي في الزواج لمجرد أخذ اللقب، أو ربما لرفضهن الطرق التقليدية للزواج والرغبة في التعرف على الشريك أو الخوف من المغامرة في الزواج عبر شبكات التواصل الاجتماعي الذي بات شائعاً في سنوات الحرب.
وهناك فئة لجأت إلى المساكنة أو الزواج المدني، كبديل في ظل الظروف المذكورة، رغم أن الفكرة أو الظاهرة لا تزال مستهجنة جداً وغير مقبولة داخل المجتمع، لتبقى ظاهرة تلفّها السرية في الأغلبية الساحقة من حالاتها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: