Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

يومٌ يرقص فيه الكبير على حساب الصغير

يومٌ يرقص فيه الكبير على حساب الصغير

لرائحة القهوة صوت اعتاد عشاقها على سماعه بين الأزقة باختلاف طبقات سكانها، لكن هذا صوت يخون مستمعيه في يومٍ تمكث فيه آلات البن، وتأخذ قسطاً من الراحة لمشاركة أرباب عملها بساعات قليلة في يوم تعيش فيه المدن حالة سكون احتفالاً بيوم عمالها.

ففي حضرة هذا اليوم يبتسم البوق ويصدح بعبارات الثناء والشكر مدحاً بإنجازات طوباوية في خياله، وخُلبية على أرض الواقع الذي يدوس على عجلات أكلها الدهر وشرب من عرقها ليشبع صخب معدة طفل يبحث عن مأوى، ليستريح فيه بعد معاركه في البحث عن لقمته، رفقة عمال يكبرونه سناً وخبرةً.

موقعة "هيماركت" التي نصرت المظاليم وأنارت الطريق لملايين العمال في كل أنحاء العالم وأصبحت ذكرى سنوية، تخليداً للذين قتلوا بقنبلة في هذه الوقفة التاريخية، فما حال عمال اليوم وهل قنبلة أواخر القرن التاسع عشر كفيلة لتكريم جهودهم الجبارة.

عمر المواطن لا يبدأ بيوم ميلاد ولا ينتهي بيوم ملاقاة ربه، بل من أول دمعة عرق زرفها في عمله وبعدها يبدأ بعدّ أيامه وسنواته تباهياً بمنجزاته وخبراته، أو يلعن ذلك اليوم والقدر الذي هداه إلى طريقٍ أحمق الخطى، فالهدف ضاق حتى ضاع وانتهى بمقتل صاحبه الذي وهب عمره للأمل الذي لم يأت، رغم تذوقه للعرق الذي خانه طيلة عمله إلى آخر يوم في عمره الوظيفي الذي قارب الثلاثين، ليبقى الصبر دواء كل عامل يندب حظه العاثر واختياره السيء لوظيفته، ناسياً أن جهده الذي ساهم في يوم من الأيام بنجاح مشاريع أربابه الذين تصدروا الواجهات واعتلوا منابر الخطابات.

لكن كثرة الكلام لا تروي الظمأ ولا تسعف محتاجا في ليلة افتقر فيها إلى علاجه، ولا متقاعدا من وظيفته التي هرب منها بحثاً عن كرامة افتقدها. 

المصدر: خاص

شارك المقال: