وزير المالية يكنس الشوارع.. وجيوب المواطنين!
مع صعوبة الأوضاع المعيشية للفرد السوري في هذه الأيام، بين ارتفاع أسعار ورواتب لا تلبي حد الكفاية، يصرّ أفراد من الحكومة السورية على إظهارها بشكل محرج، مع تصريحات لبعض وزرائها تكشف الهوة والبعد عن الواقع المعيشي للمواطنين، حتى أنّ بعض الوزراء أصبحت تحركاتهم في الشارع أقرب إلى الاستعراض أمام كاميرات معدة مسبقاً لتصوير show إعلامي.
وزير المالية مأمون حمدان، يكنس الشوارع في مدينة يبرود، متناسياً الأسعار التي تكنس جيوب الموطنين، وهو القادر حسب آخر تصريحاته على رفع الرواتب إلى 200 % ولكنه برر عدم الزيادة بالتعويض المقدم في الدعم الاجتماعي للخبز والكهرباء والمشتقات النفطية، ليضيف لها اليوم دعم "النظافة"، وإظهار كمية محبة وحنّية لا تُسمن ولا تغني من جوع عند المواطنين.
إلى الآن مسؤولينا يتعاملون مع الشعب بسذاجة مطلقة، ونسوا أنّ منصات التواصل الاجتماعي أصبحت منبراً لهذا الشعب، لا تخفى عليه خافية، ولاتمر عليه هذه الحركات المستجلبة من الغرب، فكمية التعليقات التهكمية على تصرف الوزير أظهرت عدم ثقة هذا المواطن بأفراد الحكومة، ولو ظهر وزيرنا بشكل المسؤول العفوي الذي يشارك عمال النظافة في أعمالهم، فالجميع متفق على عدم صدقية هذه اللقطات واصطناعها، وإن كانت على النقيض، فهل فهم حمدان النزول إلى الشارع بشكل خاطئ، فالناس ليست بحاجة لحملات نظافة وهي مهمة موكلة إلى البلديات، هي بحاجة إلى عمل وزاري فعلي ينتشل هذا المواطن من حالة الفقر والبؤس التي يعيشها، حتى تعود الثقة والصلة بينه وبين هؤلاء الوزراء، ساعتها يمكن أن تصدق الناس تصرف الوزير وحتى التغني به على وسائل الإعلام.
يبدو علينا تقدير أنّ الرجل أستاذ محاضر في كليات الاقتصاد و"النظافة" قريباً، وله ملكةُ الكلام الصادم في التصريحات، والفعل الحنون الرقيق، ولكن يا سيادة الوزيركنْ كما أنت واعمل لصالح هذا الشعب، حتى نذكرك بصالح أعمالك الوزارية، ولا نذكرك بمكنسة وحملات نظافة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: