وزارة الكهرباء تتحرى بنظارة كونان
نوار زيتون
من قال أن كونان أسطورة تاريخية في ذاكرة الأطفال فقط، ففي بلد العجائب ظهرت وزارة بعملية تحرٍ قوية ضربت فيها شقيقتها فداءً للمصلحة العامة!، وعلى المواطنين الوقوف جنباً مع المؤرخين من أجل تدوين عملية هجوم وزارة الكهرباء على نظيرتها العدل، بسبب تبرئة الأخيرة لـ"حرمية الكهرباء" بعد دفع ذمتهم المالية.
إلى متى ستبقى ثقافة إلقاء اللوم على الغير والهروب من المسؤولية عنوان كل صاحب قرار في بلد يعاني من دمار اجتماعي أكثر ماهو مادي، وبالرغم من ذلك فإن خروج وزارة الكهرباء بتصريح يثبت ملاحقتها للمستجرّين بطرق غير شرعية، هو نقطة إيجابية بيضاء في صفحتها "الناصعة"، ولكن كيف تلاحق سارق يرى الكهرباء في ساعتين ويشتاق إليها لساعات؟.
وعلى سبيل الحرص على أمن الوزارة المادي وملاحقة أموالها يتساءل ربُّ عائلة عاد إلى بلدته بعد تحريرها من باب الفضول لا أكثر، عن جريمته الكهربائية وهو لم ير إنارة منزله منذ 7 سنوات؟، رغم الركام الذي خلفته الحرب وحاجته إلى بصيص من النور يضيء به ظلمة قلبه، فلا ضير بالنسبة له بدفع المخالفة في حال ضمان البراءة من جريمة لم يرتكبها طالما تم إيجاد حلٍ لمشكلة واحدة في عصر الحكومة الطوباوية.
وإن أبرز عوامل النجاح لأي شركة أو مشروع هو جلب الأموال بوقت قليل وهذا يندرج تحت مسمى "الكفاءة"، فلماذا التباهي بضبط عمليات الاستجرار طالما يتم جلب الأموال بطريقة شرعية، ولمَ العتب من القضاء جالب الحقوق من غير عناء!
لا داعي لأكل الهموم بعد اليوم فدهاء كونان ظهر رغم اشتياق العالم بأسره للحلقة الأخيرة، ولا تستبعد أيها المواطن ظهور "إبريق علي بابا" السحري في الأيام القادمة، فالقانون سائد ولا يوجد علة ولا معلول، والقاضي ماضٍ بعمله طالما الجاني هو المقتول، لأن الجهل بازدياد في ظل الخوف من المسؤول!
المصدر: خاص
شارك المقال: