وزارة الإعلام السورية تستعين بـ"السنافر" !
حبيب شحادة
في اليوم العالمي للتوعية من مخاطر الألغام الذي يصادف الرابع من نيسان، لم تقف وزارة الإعلام السورية صامتة حيال ذلك وكان لها كلمة مُعبّرة ولأول مرة، حيث خلفت الحرب الكثير من الأضرار السيئة ومنها الألغام ومخلفات القنابل والصواريخ غير المنفجرة والمنتشرة في أغلب المناطق التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها، ولم يكن لدينا سابقاً دراية أو معرفة بموضوع خطر الألغام كون سوريا كانت خالية منها قبل الحرب.
اليوم وبفعل ما مر على البلاد خلال 8 سنوات ومخلفاتها الخطيرة التي لا تفرق بين صغير وكبير، قامت وزارة الإعلام في خطوة سابقة من نوعها بنشر فيديو توعوي لخطر الألغام مُستهدفة به الأطفال بالدرجة الأولى قبل الكبار، ومُستخدمة الشخصية المحببة لهم، ألا وهي "السنافر" وعدوهم اللدود "شر شبيل".
وانطلاقاً من محاولة الأخير الدائمة للقضاء على "السنافر" والتهامها بوجبة دسمة بالنسبة له، يقوم اليوم "شر شبيل"، وعبر الفيديو التوعوي باستخدام مخلفات الحرب للقضاء على "السنافر"، موجهين بذلك رسالة للأطفال بعدم اللعب بما هو غير مألوف، وذلك عبر نقاش يدور بين "السنافر" حول عدم العبث بأي شيء غريب دون الرجوع للكبار وإخبارهم أو إخبار من هم مختصين من خلال تكرار جملة "في منطقة خطيرة لا تلمسوا شيء قبل سؤال بابا سنفور".
وتم إنهاء الإعلان بيأس "شر شبيل" مكرراً قوله "لم يلمسوا المخلفات، لم يلمسوا المخلفات"، وهذه هي المرة الأولى التي تقوم بها وزارة الإعلام بخطوة غير نمطية لإعلاناتها، لا سيما أننا لم نعتد من قَبل على هذه النوعية من الإعلانات التوعوية الهادفة والتي تشكل الخطوة الأولى للإعلام في لعب دورهُ البناء والفاعل في نشر ثقافة من نوع أخر وتستهدف جميع الشرائح وجميع الأعمار.
يذكر أنّ وزارة الاعلام لم تلعب دورها الأساسي في نشر التوعية والتثقيف الذي كان المواطن بأمس الحاجة له خلال سنوات الحرب وكان دورها مقتصر على البرامج السياسية والقليل من الدراما الهادفة، لربّما هي الخطوة الأولى المبشرة في انطلاقة جديدة للإعلام السوري المتأزم منذ سنوات.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: