Friday April 18, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ولي عهد لـ "خليفة" داعش.. ماذا بعد ؟

ولي عهد لـ "خليفة" داعش.. ماذا بعد ؟

 

تقول المعلومات الواردة في أكثر من تقرير صحفي أوروبي، أن زعيم تنظيم "داعش" اختار خليفة له "ولي عهد"، هو "عبد الله قرداش"، وقد تسلم الأخير الملقب بـ "الأستاذ"، مهام إدارة شؤون التنظيم اليومية لكون "أبو بكر البغدادي"، مريض، دون الكشف عن تفاصيل مرض زعيم التنظيم الذي ورث بقايا تنظيم القاعدة في العراق من "أبو مصعب الزرقاوي"، ليؤسس "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، المختصر اسمه بـ "داعش"، أو "ISIS".

"قرداش" المنحدر من أصول تركمانية عراقية، كان ضابطاً في صفوف الجيش العراقي قبل دخول قوات الاحتلال الأمريكي في العام ٢٠٠٣، وكسب لقبه "الأستاذ"، من تنظيره السياسي داخل كواليس التنظيم المعتنق للطريقة الوهابية، كما يعرف الرجل بقسوته وانتهاجه للقبضة الحديدة كسياسية في ضبط المجموعات التي يقودها من عناصر التنظيم، وقد يكون في تسميته وليا لعهد "البغدادي"، سبباً لإعادة هيكلة تنظيم "داعش"، الذي يجب أن يبقى موجودا لأطول فترة ممكنة لضمان عدم استقرار مناطق غرب "العراق"، بما يبقي حجة للإدارة الأمريكية للإبقاء على قواعدها في مناطق قريبة من سوريا وإيران، فالمؤشرات تدل على ضلوع المخابرات الأمريكية في تأسيس تنظيم "داعش"، وسواه من التنطيمات التكفيرية، فالصدفة لا تقبل أن يكون كامل قيادات "داعش"، قد قضوا فترة ما في سجن "بوكا"، الأمريكي في العراق، إضافة لسجن زعمات تنظيم "جبهة النصرة"، وكلهم بتهم تتعلق بالارتباط بتنظيم القاعدة فيما بعد عام ٢٠٠٣.

وقد يكون تسلم "قرداش"، مهام "البغدادي"، أمر ناتج عن انقلاب داخلي في التنظيم بعد جملة الخسارات التي تلقاها في سوريا والعراق، وبوجود البغدادي نفسه، إذ أن الخارجون من المعقل الأخير للتنظيم في قرية "باغوز فوقاني"، بريف دير الزور الجنوبي الشرقي، أكدوا أن "خليفتهم"، كان موجوداً في القرية التي شهدت محرقة أمريكية بحق من فيها دون تمييز بهدف السيطرة عليها في آذار من العام الحالي، وإذا ما صحت هذه النظرية فالأمر يحمل أحد وجهين، الأول أن "الأستاذ"، يلعب سياسياً مع" واشنطن"، لإعادة هيكلة التنظيم وإبقاءه كفزاعة لدول المنطقة، أما الوجه الثاني، فقد يحمل رقبة سلطوية لـ "قرداش"، لقيادة "داعش"، والعودة به إلى زمن القوة، من خلال تطوير خطاب جذب المقاتلين الأجانب، وإعادة هيكلة الموارد المالية لتنظيم "غزوات"، يسيطر من خلالها على أجزاء من العراق وسوريا، وهذا الأمر يشير إلى احتمال اشتعال مناطق شرق الفرات أولاً، للسيطرة على حقول النفط، والأمر يعني بالضرورة مواجهة دامية ربما لن تكون سهلة على طرفي الصراع "داعش"، و"قسد".

لا يوجد معلومات دقيقة عن مكان تواجد البغدادي وولي عهده، لكن الترجيحات تشير إلى وجدهم في مناطق غرب "العراق"، في حين أن بعض التقديرات تؤكد انتقالهم إلى افغانستان، حيث للتنظيم مقرات محصنة بعيدة عن المعارك بما يسمح بإعادة الهيكلة، وهذا يعني بالضرورة عجز مجموعة من الدول على ضبط تحركات شخصيات خطرة مثل "البغدادي" و"قرداش"، لكن الأمر يحمل تأكيداً ما على أن هذه الشخصيات تجتاز حدود الدول المتعددة بمساعدة من عناصر مخابرات دولة متفوقة في هذا الإطار، أو خبراء تجميل وتزوير يصنعون لهم شخصيات جديدة، وفي كل الأحوال، يبقى السؤال عن مقدرة "داعش"، الجدية على العودة للساحة العراقية السورية بالاستفادة من الفوضى التي قد تحدث في شرق الفرات إن قررت تركيا التدخل العسكري بحجة محاربة الإرهاب الذي تحصر وجوده في سوريا بـ  "قوات سوريا الديمقراطية".

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: