Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

وباء معلوماتي.. هل «كورونا» منصة للشهرة ؟!

وباء معلوماتي.. هل «كورونا» منصة للشهرة ؟!

 

في ظل كم المعلومات الهائل المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تحضر ضرورة تفعيل آلية عمل إعلامي وقائي للحد من مخاطر تداول المعلومات الخاطئة، والترويج للشائعات، مع الحفاظ على آلية حماية للعاملين في قطاع الإعلام، على ألا يكون ثمة تسابق ما بين وسائل الإعلام والناشطين والصحفيين نحو تحقيق "سكوب"، على حساب السلامة العامة في البلاد التي تعاني من سنوات من الحرب، والتي لعب الإعلام دوراً كبيراً في إطالة عمرها.

بمتابعة عمل وسائل الإعلام كافة، يظهر أن قرب المسافة ما بين المراسلين العاملين على الأرض ومن يلتقون بهم من المعنيين بتطبيق إجراءات السلامة والوقاية من مرض "كورونا"، تشكل خطراً على الطرفين، ناهيك عن إمكانية أن يتحول "لوغو المايك"، الخاص بهذه الوسيلة أو تلك إلى وسيلة لانتقال الفيروس من خلال الرذاذ المتطاير من المراسل والضيف خلال الحديث، وهو رذاذ قد يكون غير مرئي بالعين المجردة من كلا الطرفين، ومع إمكانية الاستغناء عن هذا "اللوغو"، يجب أن يتم تعقيم الأجهزة المستخدمة من قبل الصحفيين مع الالتزام الكامل بارتداء "الكمامة"، و"القفازات الواقية"، من قبل كل كادر العمل، فالمسألة ليست مجرد "بريستج"، وعلى هذا المقياس، يجب الوقوف على الإجراءات المستهترة من قبل الكوادر الإعلامية التي تعمل بصفة "فري لانس"، او من قبل من يسمون أنفسهم بـ "إعلاميين"، من خلال إلتزامهم بقواعد السلامة أولاً، وعدم خرق حرم أمكان الحجر الصحي التي عينتها وزارة الصحة بحثاً عن "سكوب"، على حساب الموجودين من الحالات المشتبه بإصابتها، من ثم على حساب من سيخالطون هؤلاء "الإعلاميين".

البحث عن لقب "سوبر هيرو"، قد يكون حقاً مشروعا لمن يلهث وراء تحقيق الشهرة وتحويل اسمه لـ "تريند"، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكن هذه الحق لا يجب أن يكون على حساب مجتمع كامل، وخاصة عائلة هذا "الهيرو"، أو ذاك "السوبر مان"، ولابد من أن يكون لوزارة الإعلام إجراءات صارمة ضد من يعمل بطريقة عشوائية من الصحفيين والناشطين، وإن كانت الحرب قد حولت العمل الصحفي لمنصة للباحثين عن الشهرة، فإن أزمة "كورونا"، تثير شهية من فاته قطار الحرب وكان عمره أصغر من أن يحقق أحلامه، وفي ظل غياب الوعي الكافي من قبل هؤلاء بخطورة التعامل مع المعلومات، وعدم مراعاتهم لـ "المصلحة العامة"، في نشر المعلومة التي من شأنها أن تؤثر سلبا على المواطن، لجهة أن يكونوا "الأكثر مصداقية" عند جمهور "فيسبوك"، فيكون معيار عملهم الوحيد "كم لايك جاب الخبر"، لذا بات من الضروري على وزارة الإعلام أن تجد عقوبة مناسبة لمن يخرق إجراءات الوقاية، وقد يكون من الضروري بمكان أن تكون العقوبة هي الحرمان من العمل الصحفي في سوريا.

بالعودة إلى ضرورة تدقيق الصحفي ومن خلفه المواطن في مصدر المعلومات حول "كورونا"، فإن الحكومة السورية لا تخفي أي معلومة حول المرض، وقد يكون البيان الوارد عن وزارة الصحة" فيما يخص "الاحتمالات السيئة"، خلال الأيام القادمة، دليل على أن المصدر الرسمي يجب أن يكون مصدراً أساسياً في المعلومات المتداولة من قبل وسائل الإعلام، فالقائمين على متابعة ملف "كورونا"، في وزارة الصحة وتطبيق الإجراءات من قبل "وزارة الداخلية"، إضافة إلى مدراء المؤسسات الحكومية والمحافظين، هم الأكثر قدرة على تقديم المعلومة الدقيقة، ناهيك عن ضرورة متابعة بيانات "منظمة الصحة العالمية"، حول مسألة توفر العلاج وآليات المعالجة والوقاية الصحيحة والصحية، وبات من الضروري بمكان أن تعمل وزارة الداخلية عبر الأجهزة المختصة التابعة لها على إغلاق صفحات نشر الأخبار التي تروج الشائعات والمعلومات المغلوطة، وألا يكون "فيسبوك"، إلا منصة تواصل اجتماعي يمكن استخدامه من قبل وسائل الإعلام المرخصة للتواصل مع الجمهور بشكل أسرع في ظل غياب بعض الخدمات الأساسية مثل "الكهرباء".

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: