Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"وادي العيون" مدينة الجمال تبكي الخير !

"وادي العيون" مدينة الجمال تبكي الخير !

نورس علي

رحل الرجل الطيب ذو الابتسامة الدائمة "توفيق حبيب" ولم يعد لتلك الجلسات الصباحية التي كانت تجمعه كبائع خضار في حي "الميمنة" بمجلس مدينة "وادي العيون" مع نساء عائلته وأخوته والجوار الذين اعتادوا على خدماته وإنسانيته بالتعامل منذ عدة عقود.

أمطار الخير التي انهمرت على المدينة بشكل متواصل لساعات طويلة أخذت منهم رجل لم يحزن منه أحد ولم يسيء طوال حياته المهنية لأحد، فهي فجرت ينابيع وعيون لم تكن لتجري الحياة التي طالما عرفت فيها المدينة لولاها، ومنها نبع "بيت شلهوم" أعلى الحي الذي يسكن فيه الرجل الطيب "توفيق" بحسب حديث نسيبه "سمير يوسف" لجريدتنا وتابع: «يتوضع منزل الرجل الطيب "توفيق" الذي أحزن الجميع بخبر وفاته، في منتصف سفح الجبل، حيث يوجد في النصف الأعلى من السفح شارع ونبع مياه يدعى نبع "بيت شلهوم" وفي بقية السفح وحتى القمة سكن لأهالي الحي».

شاءت الظروف انهمار أمطار غزيرة أول أمس لساعات متواصلة أدت إلى سيول كبيرة رافقتها مياه من تفجر النبع، وسارت وفق ما هو مخطط لها ضمن مسيلاتها الطبيعية لحين وصولها إلى العبارة التي لم تشهد سابقاً أية عمليات تعزيل أو اختبار جاهزية، والتي طالبنا مراراً وتكراراً من مجلس المدينة صيانتها وتوسيعها، ولكن دون آذان صاغية.

العبارة كانت ستحول مجرى المياه الهائجة المتدفقة خارج مواقع المنازل وصولاً للمسيلات المائية الطبيعية، ولكن لعدم جهوزيتها فاضت وتحولت نحو المنازل جارفة معها كل شيء حتى الصخور الكبيرة بحجم غرفة تقريباً، حتى وصلت لمنزل الرجل الطيب "توفيق"، فصدمت الجدران محملة بالطمي الذي غمر الغرف والرجل الطيب وهو نائم، ولكن والحمد لله تمكن بقية أفراد العائلة من النجاة في تمام الساعة الثالثة فجراً، وتحول المنزل لشلال من المياه الموحلة لعدة ساعات، ولم نتمكن من إخراج جثمان الرجل الطيب المغمور بالطين بمسافة حوالي المترين حتى الساعة الثامنة صباحاً عند انخفاض كمية السيول المتدفقة».

"راما أسعد" من أهالي القرية أكدت أن المصاب كبير وعلى الجهات الرسمية التعامل معه على أنه كارثي وإلا سنلقى حزن أكبر في قادم الأيام، فيجب تجهيز المصارف والعبارات وإعادة تأهيلها وحماية المنازل من الانهيارات الجبلية.

وفي تصريح صحفي أكد الرائد "بدر خضر" مدير ناحية "وادي العيون" أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها "وادي العيون" في منطقة "مصياف" سببت انزلاق التربة والصخور من سفح أحد المرتفعات القريبة من المنازل وأسفرت عن تهدم جزء من أحد المنازل ووفاة مواطن.

يذكر أنه في العام الماضي أدت الأمطار الغزيرة وعدم جهوزية المصارف المطرية إلى انهيار جبل بحي "بيت فاضل"، حيث وعدت الجهات المعنية بتأهيلها والأهالي ينتظرون حتى الآن.

إلى ذلك، تقول المادة ٢٢ من دستور الجمهورية العربية السورية "تكفل الدولة كل مواطن وأسرته في حالات الطوارئ والمرض والعجز واليتم الشيخوخة"، وكذلك المادة ٢٤ "تكفل الدولة بالتضامن مع المجتمع الأعباء الناجمة عن الكوارث الطبيعية". فهل ستلقى أسرة الرجل الطيب كفالة الجهات الرسمية.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: