Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ" توسع من خططها شرق الفرات" !

"ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ" توسع من خططها شرق الفرات" !

محمد نادر العمري

بذات التوقيت الذي ﺗﺒﺪﻭ فيه "ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ" أنها ﻣﺎﺿﻴﺔ نحو تكريس ﺧﻄﺔ "ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ" ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ‏ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ ‏"قسد"، ﻳﺠﺮﻱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺪﺭﻳﺒﻬﺎ ﺷﺮق ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ، تسارع ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﺍﻷﻣﺮيكية باستبداﻝ قواتها بأﺧﺮﻯ ﺗﺘﺒﻊ ‏لشرﻛﺎﺕ أمنية وعسكرية ﺧﺎﺻﺔ ‏ﺳﺘﺘﻮﻟﻰ ﻣﻬﻤﺎﺕ اﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﻂ والمناطق الحيوية الهامة.

بموازاة ذلك، يتنامى ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ "ﺍﻷﻣﺮيكي ــ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ"، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺻﻔﻘﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ الخاصة بمنظومة الصواريخ الدفاعية "S400" ﺑﻴﻦ "ﻣﻮﺳﻜﻮ" ﻭ"ﺃﻧﻘﺮﺓ"، حيث ﺗﺨﻮﺽ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺟﻮﻟﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ الضغوط الميدانية ﻋﺒﺮ ﺣﺸﻮﺩﺍﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺯﻳﺎﺭﺍﺕ لكبار ﻣﺴﺆﻭﻟﻲ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻭﺍﻟﺠﻴﺶ إلى اﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﻣﻊ "ﺳﻮﺭﻳﺎ"، وتهدد باجتياح "تل رفعت" و"تل أبيض" في ريف الرقة الغربي. 

وﺗﺘﺴﺎﻭﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻣﻊ ﺗﻠﻤﻴﺤﺎﺕ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ التركي "ﺭﺟﺐ ﻃﻴﺐ ﺃﺭﺩﻭﻏﺎﻥ"، ﻗﺒﻞ ﺃﻳﺎﻡ، ﺣﻮﻝ ﺇﻧﺸﺎﺀ ‏"ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺁﻣﻨﺔ" ﻓﻲ ﺑﻠﺪات ﺳﻮﺭﻳا ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﻣﺜﻞ ﺗﻞ ﺭﻓﻌﺖ ﻭﺗﻞ ﺃﺑﻴﺾ وفق وصفه.

ﺑﻤﻌﺰﻝ ﻋﻦ ﺟﺪﻳﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﺍﺕ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﻙ ﻋﺴﻜﺮﻱ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻦ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺣﻠﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺴﻠﺴﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺏ "ﺍﻟﺘﺮﻛﻲ ـ ﺍﻷﻣﺮيكي"، ﺍﻟﺬﻱ يعد ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ أحد "كباشاته" البارزة وفصلاً حيوياً ﻣﻦ ﻓﺼﻮﻟﻪ. 

حيث يمكم قراءة المشهد ضمن مروحة من المعطيات:

أولاً: «أن واشنطن تريد إبقاء حالة التوتر والصراع في الشمال السوري على مستوى عالي بما يخدم توجهاتها بتعقيد المشهد وتداخل الأطراف المتصارعة».

ثانياً: «الزيارات التركية العسكرية للحدود السورية التركية والتهديدات المستمرة باجتياح الشمال الشرقي لـ"سوريا" لا يمثل سوى نوع من السلوك الضاغط التركي على "واشنطن" للحصول على صفقة الطائرات F35، وهذه التهديدات ليست الأولى من نوعها».

ثالثاً: «ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﻨﻘﺎﺷﺎﺕ بين "أنقرة" و "واشنطن"، فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة ﺿﻤﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، ﺗﺒﺪﻭ "الأخيرة" ﻣﺎﺿﻴﺔ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﻧﻔﺎﺫ ﺧﻄﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ "ﺩﻭﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﺍﻣﺐ" ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮﺓ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻴﻄﺮﺓ "ﻗﺴﺪ"، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺸﻜﻴﻞ ‏ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﺗﺘﻮﻟﻰ ﺍﻷﻣﻦ ﻭ ‏ﺣﺮﺍﺳﺔ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ». 

ﻭﺑﻌﺪ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻋﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺗﻄﻮﻳﻊ ﻭﺗﺪﺭﻳﺐ ﺃﻣريكي ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ "ﺍﻟﺘﻨﻒ" بقيادة ميليشيا "جيش المغاوير"، وهذا ما ﻛﺸﻔﺖ عنه ﻣﻮﺳﻜﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ الأمريكي ﻳﺴﺘﺒﺪﻝ بعض قواته ﺍﻟﻨﻈﺎﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳﺎ بموﻇﻔﻲ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ. 

ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﺳﻴﺔ ﺇﻧﻪ ‏ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ  ﻭﺣﺪﻩ، ﻭﺻﻞ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ 540 ﺷﺨﺼﺎً ‏"ﺇﻟﻰ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺎ "، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ 70 ﻗﺎﺋﺪﺍً ﻭﻣﺪﺭﺑﺎً، ﻣﻀﻴﻔﺔ: إن ‏«ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﻫﻲ ﺗﺪﺭﻳﺐ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻴﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻨﻔﻂ».

إذاً، "واشنطن" لن تتوانى عن أي مخطط يرمي للحفاظ على نفوذها في الشمال السوري، وهي من أكثر الرابحين من الحفاظ على حالة التوتر في تلك المنطقة على قاعدة: "إن لم أستطع من حسم الصراع بما يخدم مصالحي فإنني لن أسمح أن تكون لصالحك".

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: