Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

طرطوس.. عشرات الأسر في حي "الطليعة" يترقبون الكارثة

طرطوس.. عشرات الأسر في حي "الطليعة" يترقبون الكارثة

نورس علي

وقف كثير من المعنيين على ضفاف "نهر الغمقة" ضمن حي "الطليعة" الذي جُرفت تربته بفعل الأمطار الغزيرة وحركة مياه النهر، وكشفت أساس الأبنية الطابقية المطلة عليه وهددتها بالانهيار بين لحظة وأخرى، التقطوا الصور ووعدوا بالحل وذهبوا.

أهالي حي "الطليعة" يترقبون حصول الكارثة وانهيار الأبنية التي يقطنها عشرات الأسر مع أطفالهم، كما يقول المحامي "علي عباس" أحد سكان الحي، ويعانون يومياً من لسع الحشرات السامة التي تعيش في مياه المستنقعات المتشكلة ضمن سرير النهر، وكان آخرها تسمم الطفلة "جوليا عباس" بفعل لسعة إحدى الحشرة السامة التي هددت حياتها بالموت لولا سرعة تقديم الإسعافات الطبية لها.

فمجرى النهر مطل مباشرة على الأبنية ومياهه جرفت كل شيء صادفته، وكشفت أساساتها معرضة إياها لخطر الانهيار، وتابع "علي" لجريدتنا: «حياة عشرات الأسر مهددة بالخطر نتيجة التأخر في متابعة الواقع وتجهيز الدراسات الفنية له لتقديم المعونة المالية من قبل الوزارة المختصة وفق ما صرح به رئيس اللجنة الوزارية المعنية بشؤون محافظة "طرطوس" المهندس "علي حمود"، وحتى اللحظة ننتظر الحل بإنشاء جدار استنادي يحمي تلك الأبنية من الانهيار، خاصة وأن فصل الشتاء قريب، والخطر يتضاعف كل لحظة دون أخذه بعين الاعتبار من قبل المعنيين، وللانصاف زار الموقع المنكوب أغلب المسؤولين وعاينوا الخطر وأقروا به، ولكن دون المباشرة بالحلول السريعة وإنشاء الجدار الاستنادي، والمبرر هنا عدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة، فهل تكون تلك الاعتمادات مهما بلغت قيمتها أثمن من حياة تلك العائلات».

هي مناشدة يوجهها أهالي حي "الطليعة" للمعنيين للإسراع بالحل وفق ما أكده "علي"، وأضاف: «تقدمنا نحن أهالي الحي بشكوى إلى مجلس "مدينة طرطوس" من أجل التحرك بسرعة لحماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة قبل انهيارها في مجرى النهر، علماً أن الحي يقع بين الكراج الجديد والهاتف الآلي وجامعة "طرطوس" وهيئة مشفى الباسل، أي يتوسط مجمعات حكومية تعتبر قلب المدينة، وليس في منطقة بعيدة ونائية كما أنه ضمن المخطط التنظيمي للمدينة، فتوجه على الفور أعضاء من مجلس المدينة وعاينوا الخطر على أرض الواقع، وتحدث الأهالي عن الخطر الكارثي، وبناء عليه عادوا مجدداً في اليوم التالي، ومرة ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة والحبل على الجرار في العودة، وإلى الآن لم نشهد ولادة الحل الأمثل، وكأنه يحتاج إلى عملية قيصرية ولا يوجد طبيب مختص، فهل ننظر ولادة الطفل ميتاً، خاصة وأن البلدية أقرت بعدم قدرتها على التكاليف الباهظة لإنشاء الجدار الإسمنتي، علماً تم اتخاذ قرار البدء بأعمال ردم وصيانة لمجرى النهر لدرء الخطر، وهذه الأعمال الردمية سبق أن قمنا بها كأهالي على حسابنا الشخصي ولكنها لم تجدي نفع».

بدوره، مدير الشؤون الفنية في بلدية "طرطوس" المهندس "حسان نديم حسن" وفي تصريح لجريدتنا أكد أنه قدم مذكرة تفصيلية توضح واقع مجرى النهر وما يشوبه من أخطار، حيث كان في مضمونها أيضاً توصيف للخطر على الأبنية وحياة الناس، وسير المراسلات وطول وعرض النهر وموقعه بالتحديد، وكان ختامها مسك وهو الإقرار بعجز البلدية عن التمويل وانتظار معونة مالية من رئاسة مجلس الوزراء، حيث كان في المقترح وفق حديث المهندس "حسان": «يجب تأمين الإسراع بتأمين التمويل اللازم وإنهاءه من الجهة المناط بها ذلك قبل حلول فصل الشتاء القادم، لدرء أية أخطار مستقبلية، وذلك حرصاً على السلامة العامة ومصلحة المواطنين والمصلحة العامة».

يذكر أن وزير النقل "علي حمود" اطلع على الواقع كما هو ووجه البلدية بإجراء الدراسة اللازمة، وتعهد بتأمين معونة وزارية، وهذا في عيد الفطر الماضي، وحتى اللحظة لا توجد مباشرة بالحل على أرض الواقع.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: