«ترشيد الكهرباء».. يُنير زينة الشوارع ويزيد عتمة السوريين !
حبيب شحادة
يعيش السوريون مع بداية كل شتاء مسلسل التقنين، رحلة البحث عن وسائل إنارة وتدفئة بديلة في ظل صعوبة الحصول على مازوت التدفئة رغم جعله ذكياً باختراع البطاقة الذكية التي ليس لها من اسمها نصيب.
"رشدها لتدوم" حملة توعية لترشيد الطاقة أطلقتها وزارة الكهرباء، ذلك قبل البدء بتطبيق نظام التقنين الكهربائي الذي يُمكن وصفه اليوم بالجائر، كما وصفت وزارة الاتصالات استهلاك الانترنت بالجائر.
كما أنّه رغم التصريحات الحكومية بأنّ العام الحالي سيشهد انخفاض لساعات التقنين، وبأنّ هناك انفراجات في قطاع الطاقة إلا أنّ تلك التصريحات ومُطلقيها لم يخيبوا ظن المواطن، فكما هي العادة أتت التصريحات مُناقضة تماماً للواقع الذي يعيشه الناس منذ تسع سنوات حتى اليوم.
لكن ما يبدو غريباً هذه الأيام خصوصاً مع اقتراب نهاية العام وحلول عدة مناسبات، أنّ تجد الكهرباء أضحت متوفرة وبكثرة في شوارع دمشق وساحاتها دون مرورها بنظام التقنين الجائر، ومقطوعة في أغلب منازل السوريين وأبنائهم الذين يدرسون ويحضرون لامتحاناتهم بدون كهرباء.
يبدو أنّ نظام التقنين ساري المفعول فقط منزلياً، وإلا ما معنى إطلاق أكبر مجسم للوردة الشامية، وما معنى انتشار كل هذه الزينة المُستهلكة للطاقة الكهربائية في كل ساحات البلاد الرئيسية؟ ربّما المقصد إظهار واقع غير متوافق مع الواقع الحقيقي، والقول بأنّ الناس تعيش يومها بسبات ونبات.
تناقضات عديدة يعيشها الناس اليوم إزاء ما يحدث ويتخذ من سياسات وبرامج ليس هدفها الأول المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر المدقع بأقل من 1.9$ يومياً، وإنّما تهدف لمحاولة إيهام الناس بأنّ هناك شيء مهم لكن بالمقابل هناك الأهم الذي تقوم عليه سياسات الحكومة والذي لا يتقاطع مع متطلبات الحد الأدنى للمواطن السوري المعتر.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: