"ترامب" يجرُّ كلابه.. والسعوديون يطاردون "الديار"!!
المنتصر بالله العاري
قد لا يكون الشطر الأول من هذا العنوان مألوفاً لبعض الإخوة العرب ممن هبّ للدفاع عن "أمير العزم" محمد بن سلمان بعد التطاول على سموّه بمقالٍ نشرته صحيفة الديار اللبنانية، وبغض النظر عن موقفي من وليّ وليّ العهد سابقاً، فإنني أُوجّه اللوم بشكل صريح إلى الصحفي الذي حرّر المقال ورئيس تحريره أيضاً، فمهنة الصحافة تقتضي الإبتعاد عن استخدام الشتائم والألفاظ النابية والإستعاضة عنها بالتشبيه والكناية أو حتى الاستعارة.
لكن، ما أثار دهشتي فعلاً هو هذه "الإنتفاضة" السعودية غير المألوفة بإعلانها حالة النفير العام، على الصعيد السياسي أولاً، وعلى جبهات فيسبوك وتويتر ثانياً، لردّ الإهانة وإعادة الاعتبار لسموّ الأمير "المهان"، من خلال المطالبة بمقاضاة الصحيفة ورئيس تحريرها فوراً، فالسعوديون ليسوا ممن يقبل الإهانات والشتائم من إخوانهم العرب.
يتحمّل "شارل أيوب" المسؤولية، فهو لم يتعلم من درس "الجزائر" أيام الانتفاضة السعودية الأولى، عندما استدعت سفير "الجزائر" في "الرياض" واحتجت، وهدّدت بقطع العلاقات وتوعدت، على خلفية رفع مشجعين جزائريين لافتتة عليها نصف وجه "الملك سلمان" ونصف آخر لوجه "ترامب" مع تعليق صغير على الصورة كتب فيه "وجهان لعملة واحدة"، ليستفزّ ذاك المشهد حينها نخوة السعوديين ويستنهض "عزمهم" لردّ الإهانة للذات الملكيّة.
لقد ظنّ كاتب المقال أنه في لندن، أو توهّم ساعة كتابته أنه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" فقال لنفسه لعله يحظى ببضع مليارات من الدولارات إن هو شتم وأهان "المملكة وملكها وولي عهدها" كما يفعل "ترامب"، الذي ملأ جيوب الأمريكيين بالمال السعودي في كلّ مرة كان يهين فيها ملوك العزم.
بالغ الكاتب في شتمه ولي العهد لأنه اعتقد كما كلّ العرب أن ملوك الخليج وأمراءه يستلطفون ويتلذذون بسماع الإهانات والشتائم تكال لهم يومياً من "ترامب" دون تعليق منهم، وتناسى الكاتب أنه مواطن عربي، فهو ليس "ترامب" ولا "نتن ياهو" ليُكافأ بالمليارات على شتمه، ولا هو حتى مواطن بريطاني من عامة الناس يجوب شوارع لندن متظاهراً بحماية من سلطات بلاده يجرّ وراءه "كلباً" في هيئة "أمير العزم" فلا يُسمع تعليق واحد من المملكة يطالب بمعاقبة المسيئين كما هو الحال مع المنتقدين العرب!!
كلا يا صحيفة الديار، والف كلا يا وطنيّي بلد المليون شهيد، الذين أبت كرامتكم السكوت عن جرائم "ملوك العزم" بقتلهم أطفال اليمن وبيعهم مقدسات الأمة، فأنتم لستم كـ "ترامب" ولا كـ "نتن ياهو" حتى يدير لكم "بن سلمان" خده الأيمن ليُصفَع مجدداً، فصفعة الشريف تعادل ألف صفعة قد يتلقاها "ولي العزم" من ساكن البيت الأبيض.
بالعودة إلى عنواني الغريب، الذي لم يسمع به السعوديون ربما، أو لعلّهم سمعوه فجعلوا أصابعهم في آذانهم حذر الفضيحة, هو في الحقيقة عنوانٌ للافتةٍ في مظاهرة جابت قبل أشهر شوارع لندن، تقدمها رجلان مقيدان بالسلاسل قيل أنهما "كلاب"..!!
أترك لكم مهمة تشخيص من يكونون...؟
المصدر: المنتصر بالله العاري
بواسطة :
شارك المقال: