ترامب «السعيد» بالردّ الإيراني!
وسام إبراهيم
رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الضربة الإيرانية التي استهدفت قواعد أمريكية في العراق بالسعادة والسلام!، مستبعداً الرد العسكري، ومكتفياً بردّ اقتصادي في ظهوره الأول بعد تلقي قواته المنتشرة في العراق صواريخ "الانتقام" على اغتيال أهم جنرالات إيران.
الخطاب الذي أحبط مناصري ترامب ومعارضيه على السواء بحسب رجع الصدى المسموع في الشارع الأمريكي، لم يتخلى فيه سيد البيت الأبيض عن الرد العسكري «غير المتناسب» وحسب، والذي قال إنه سيفعله «دون تردد»، بل وجّه في كلمته نداء لطهران للتعاون في «أمور مشتركة»، متراجعاً عن تهديده باستهداف 52 موقعاً إيرانياً، بعضها على مستوى عالٍ جدًا ومهم لإيران، في حال ردّت على اغتيال سليماني.
الرئيس الأمريكي، بغض النظر عن تهديداته الاقتصادية التي لاترقى إلى مستوى الحدث، وبينما كان ينتظر منه مناصروه المتشددون ردّاً يحفظ على الأقل ماء الوجه لدولة عظمى، حيث لم تجرؤ حكومة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية على مواجهتها عسكرياً، وصل في خطابه حد الغزل مع من استنفر أساطيل وقواعد أمريكا حول العالم لخمسة أيام، ووصف الشعب الايراني بأنه شعب عظيم ولديه إمكانات كبيرة وأنه يرغب بحصول تطور في إيران.
لأكثر من 15 ساعة بعد الرد الإيراني بقي ترامب بلا كلمات، باستثناء تغريدة على تويتر قال فيها «إن كل شيء على مايرام»!، بمعنى آخر، ابتلعت واشنطن الضربة الصاروخية الإيرانية، وبررت ذلك بعدم وقوع خسائر بشرية في صفوف العسكريين الأمريكيين، وتراجعت تراجعاً كبيراً بعد الصفعة التي تلقتها من إيران، حتى أن ترامب طالب الأمريكيين أن يشعروا «بالسعادة» لعدم سقوط أي خسائر بشرية.
منذ اغتيال سليماني حاول خصوم طهران تمييع الرد الإيراني، وتخيّلوا سيناريوهات متعددة، أغلبها ردّ إيراني غير مباشر عن طريق حلفاءها، لكن من قرأ عن المواجهات العسكرية التي اندلعت بين إيران والولايات المتحدة خلال الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي، والاستنزاف الإيراني للقوات الأمريكية في المنطقة في تلك الحقبة، كان سيدرك جيداً أن الردّ قادم وقاسٍ.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: