تقول أمي "الحكومة مفضلة علينا".. وأنتم ماذا تقول أمهاتكم؟
خاص/ حسن سنديان
تقول أمي "الحكومة مفضلة علينا"!.. ربما ترى أن إنجازات الحكومة في تلك العلبة الصغيرة المكتوب عليها بخط لايفهمهُ إلا الأطباء والصيادلة، ولكن يمكن فهم شيء من هذه العلبة ألا وهو "ثلاث مرات في اليوم" وعلبة أخرى فيتامينات منوعة ولكنها أمريكية المنشأ. أمي استفادت منها كثيراً، بالرغم من أن الدواء "صنع في أمريكا"، وفضلته عن الصناعة الوطنية.."فهمكم كفاية.
هذه العلبة وغيرها من الأدوية التي تتناولها أمي، لأمراض القلب والأعصاب إلخ.. تأخذها بنصف السعر أو أرخص، لسبب بسيط أنها مدعومة من الحكومة، لكن ليس هناك طابور كي تنتظر فيه دورها لأخذ هذا الدواء، ربما لأنه صناعة أمريكية، فيحق لها نوعاً ما أن ترى إنجازات الحكومة في علبة الدواء هذه، وإن كان الدواء الوطني لا فائدة منه.
لكن أمي كغيرها من الأمهات اللواتي يرون إنجازات الحكومة في أشياء كثيرة تمسهم يومياً، مثلاً "مسكن الألم" المتوفر بسعر رخيص، الذي تتناول منه عشرات الحبات يومياً كي يسكن ألمك، وبنفس الوقت لا يصيبك أي تفاعلات دوائية أو اضطرابات في الجسم.. هذه إحدى أوجه إنجازات الحكومة بنظر بعض الأمهات، والكثير الكثير، أي حسب الحالة المنزلية للعوائل السورية.
على المقلب الأخر، يجلس أبي على كنبته المعتادة، ويتفقد يومياً تطبيق "البطاقة الذكية" على هاتفه المحمول.. هو على هذه الحالة منذ الشهر السابع من العام 2019، تاريخ تسجيله على دور المازوت، عندما ضغط أبي آنذاك على زر التأكيد، يقول لي اليوم خلسة من أمي "شفلي من أيمتا سجلنا دور"، لا أريد أن أقول له "صرلك سنة وشوي على هالحالة"، خصوصاً وأننا في بداية الشتوية، تشرين الثاني"، آملُ ألا تكون هذه البطاقة "الذكية" كالشرطة المصرية تصل في آخر الفيلم.
أمي كغيرها من الأمهات السورية، ترى أيضاً شيئاً واحداً ربما لا تستطيع أن تحمّل عواقبه للحكومة، والسبب دواؤها المدعوم بسعر أرخص، فهي تعلم بالمئة دولار التي يجب أن يصرفها المواطن السوري فور دخوله إلى بلاده، وتعلم أيضاً أنه تعدٍّ على الدستور السوري، كما أنها ترى أيضاً "طوابير الخبز والبنزين، عبر الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، فاعذروها لا تستطيع التعليق على هذه الأمور، ليس خوفاً بل بسبب الخط الصغير في تلفونها وقصر نظرها.
ولكن كل يوم قبل أن تنام تقول أمي "سافر.. دوّر على فرصة أمّن فيها حياتك برا البلد"، وهي تلخّص كل مايحدث في البلد بهذه الكلمة "سافر"، وأنا أستغرب كيف سيعود اللاجئون وأنا أريد أنا أسافر؟.. أما أنتم فماذا تقول لكم أمهاتكم كل يوم؟
المصدر: خاص
شارك المقال: