"تقنين حلويات العيد": خطة السوريين الجديدة لتجاوز أوضاعهم
رماح زوان
مصطلحات كثيرة دخلت قاموس معيشة السوريين خلال الأزمة الراهنة، أهمها "التقنين"، من الكهرباء إلى البنزين والمازوت والغاز إلى المياه، ومع اقتراب عيد الفطر بدأت خطط تقنين الحلويات تتراود على الألسنة.
تجتمع "أم محمد" مع جاراتها ليس لمناقشة وجبات إفطار آخر أيام رمضان هذه المرة، إنما للبحث في أنواع الحلويات التي من الممكن صنعها يدوياً، فلا بد من تذوق بعض الحلويات بعد شهر من الصيام، تستعين الجارات بخبرات بعضهنَّ لصنع أصناف متنوعة تفي بالغرض عوضاً عن شراء حلويات جاهزة بأسعار مرتفعة.
اعتادت "أم محمد" على شراء أنواع عديدة من الحلويات، تتناسب مع أذواق جميع ضيوفها، إلا أن الظروف المعيشية الصعبة فرضت عليها إعادة حساباتها هذا العام، إذ بدأت المرأة الستينية بشراء السميد والسكر المطحون وفستق العبيد لصنع أقراص المعمول، تقول أم محمد «"فستق العبيد سيكون بديلاً عن الفستق الحلبي والجوز هذا العام"»، وتضيف ممازحة «السمن الحيواني يرفع معدلات الكوليسترول لذلك سأستخدم الزيت النباتي»، حيث كان أقرباؤها في ريف محافظة الرقة قد امتهنوا تربية المواشي ويأتون بالسمن الحيواني إليها لصنع الحلويات ذلك قبل أن يتركوا منازلهم بسبب الحرب ويقصدوا اللاذقية.
ازدادت أسعار الحلويات عشرات الأضعاف بين عامي 2010 و 2019، حيث تضاعف سعر كيلو المعمول المحشي بالفستق الحلبي من 500 ليرة إلى 5000 ليرة للكيلو الواحد، مع ثبات الرواتب وانخفاض القيمة الشرائية الليرة السورية، الأمر الذي جعل المواطنين يلجأون إلى بدائل تتناسب مع دخولهم.
يقول صاحب أحد أعرق محلات الحلويات في اللاذقية لجريدتنا «زاد مبيع أقراص الغريبة والمعمول المحشية بالتمر مقابل انخفاض شديد في شراء المحشية بالفستق في حين اضطر الباعة إلى رفع الأسعار بسبب صعوبة تأمين بعض المواد الأساسية لبعض الانواع مثل الفستق الحلبي، بسبب تركز وجود حقوله في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة في "مورك" بـ"ريف حماة"، كذلك الأمر عند السمن الحيواني الذي كان يرد من مناطق الداخل السوري».
صام السوريون شهر رمضان هذا بإرادتهم، ومعه تسع سنوات صاموا فيها عن راحة البال والفرح خارج إرادتهم، فهل تتحقق آمالهم بالفطور على أخبار انتهاء الأزمة كما سيفطرون حلويات "خفيفة على الجيب والمعدة" في عيد الفطر القادم بعد أيام؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: