تنافس في نيجيريا يتحول لصراعٍ طائفيٍ دامٍ
«عندما عدت للمنزل، كان كل شيءٍ يلتهب بالنار، أحرقوا المنزل، عندما دخلت كانت كل محتوياته ما تزال مشتعلةً، لقد رأيت جثة زوجي على الأرض» هذه شهادة إحدى ضحايا الهجمات المتبادلة منذ سنوات بين المزارعين والرعاة في نيجيريا والتي أخذت بعداً طائفياً وسياسياً بات يهدد وحدة البلاد، بل إن عدد ضحايا هذا الصراع الدامي أصبح يوازي ما ألحقته حركة بوكوحرام المتطرفة بالمدنيين في هذا البلد من قتلٍ وخراب.
أشار تقرير لمنظمة العفو الدولية إلى أن جولات الصراع القديمة المتجددة بين المزارعين والرعاة النيجيريين أوقعت خلال السنين الثلاثة الأخيرة فقط نحو 3641 قتيلاً، بالإضافة إلى تسببها بنزوح الآلاف.
فاستناداً إلى أكثر من 200 مقابلة مع مدنيين نيجيريين، سجل التقرير 310 هجمات على الأقل في الفترة ما بين 5 كانون الأول 2016 و5 تشرين الأول 2018، وتحدث سكان بعض القرى النيجيرية عن فقدانهم كل شيء بعد أن أحرقت منازلهم، وسرقة مخزوناتهم الغذائية من قبل مهاجميهم.
«أُحرق والدي أمام المسجد حيث صلى. لقد قتلوه هناك وأحرقوه» تقول إحدى السيدات في شهادتها التي وردت في التقرير، بالمقابل تحدث السكان المحليون عن ردة فعل فاترة لقوات الأمن النيجيرية، فهي إما تحركت ببطء، أو لم تتحرك مطلقاً لحمايتهم في حالات أخرى، بل إنها لم تفعل أي شيء لاعتقال أو محاسبة بعض المجرمين المعروفين أحياناً بأسمائهم لأهالي الضحايا.
من جهته يقول "أوساي أوجيغو" مدير منظمة العفو الدولية في نيجيريا: «لقد أظهرت الحكومة النيجيرية عدم كفاءة بالسيطرة على الوضع وأخفقت في واجبها في حماية أرواح مواطنيها».
يضيف "أوجيغو" شارحاً طبيعة الصراع «إن السبب الجذري لهذا الصراع لا علاقة له بالدين أو العرق، هو إلى حد كبير حول الأرض والوصول إلى الرعي، ولكن في بعض الحالات، وبسبب فشل قوات الأمن، يستخدم المتنافسون على الموارد ذرائع عرقية أو دينية لممارسة القتل و التشويه».
المصدر: رصد
بواسطة :
شارك المقال: