تلفيق مع فائدة... إلى وزارة التربية السورية
حسان يونس
جلس ثلاثتنا _أنا وجاري وابنه _الذي يدرس في الصف الثاني ، لقد داهم النعاس "علي" منذ زمن طويل، لكن أبوه أرسله ليحضر دفتره المدرسي، ويتحقق من الدرجات التي حصل عليها قبل أن يذهب إلى النوم
آوه !!.... أربع درجات "ممتاز"، قال الجار ضاحكاً بعد أن أغلق الباب خلف الابن :"لو أنه يصدق معي أعبّد الطريق له إلى القمر" ، أما درجاته السيئة فهو ينسى !حتى أن يخبرني عنها ويتحايل كباقي الأطفال.
عقلية الأب فتحت باب تفكيري بالأساليب التعليمية المتبعة في وزارة التربية السورية، وما رسخته في أذهان الأطفال منذ القدم، فإلى الآن مازالت مناهجنا مغلفة بقشور الحفظ البصم، دون الذهاب إلى المعنى والفهم، ولا حتى تهيئة الطفل للخلق والإبداع، فالمجموع الذي يحصل عليه الطالب يحدد مستواه بالوسط أوالجيد أوالضعيف، وكأننا في جلسة حساب، إضافة إلى تقييمه من درجة بصمه للمادة بغض النظر عن الطموح أو الهدف الذي يسعى إليه.
فبدلاً من أن تقوم وزارة التربية بدورها في إعداد جيل قادر على تحديد خياراته وقيادة حياته، لازال الطفل السوري في كل اللقاءات ذلك الخجول الذي يحفظ إجاباته ويرددها، كما لو أنه ذاته من عشرين سنة، غير قادرين على تغيير العقلية التي ينمو عليها أو كسر الجمود الذي جعلنا من بلدان الصف الثالث.
ومع تغيير المناهج التعليمية في كل مرة تعقدت المهمة ووقعنا في فصل التكرار، فالمادة تغيرت ولكن الأسلوب التدريسي بقي كما كان في المنهاج القديم، سيما وأن الأهالي يعانون من تدريس المناهج الجديدة لأنها قائمة على التفاعل الحي بين المدرس والطالب وهم غير قادرين على ذلك مع فروض منزلية بعيدة عن فكرة المنهاج.
ومع استمرار تطبيق الأساليب القديمة للتعليم في سوريا، لم يبذل المعلمون جهداً في تغيير أساليب تعاطيهم مع المادة التعليمية ومع الطلاب، وعلى الرغم من تطوير المناهج الدراسية من خلال عناصر الحوار والمناقشة والوسائل التفاعلية، إلا أن غياب الدورات التأهيلية للمعلمين بكيفية تطبيق الأساليب التعليمية الحديثة وعدم توفر الوسائل المساعدة "الانترنت مثالاً" جعل من تغيير المناهج خطوة فاشلة ، فإنها وإن عدلت تدرس بالأسلوب التقليدي القديم، إضافة غلى ذلك فإن الواقع المعيشي للمدرسين يثبط من رغبتهم قي إجراء أي تغيير في الأساليب التعليمية التي اعتادها الطالب.
المصدر: Qmedia
بواسطة :
شارك المقال: