Thursday June 26, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تخوين بلا هوادة

تخوين بلا هوادة

 

 

خاص

 

إنهم "دونكيشوتات بسيوف من فيسبوك" إذاً، يستهدفون الثوابت "فكانوا إما مأجور وهذا ارتكاب يستوجب المساءلة بتهمة الخيانة"،  والحمد لله أنه لم يلصق كلمة عظمى بالخيانة،" أو مأفون وهذا يستدعي الحجر السريع"، ولم يذكر ناظم عيد في مقالته على موقعه "الخبير السوري"، ما هو الحجر وما هو نوعه، لكن الحجر سيؤذي وربما يودي بالصحفي أو قادة الرأي ممن ينتقد الحكومة إلى الموت، "فلا فرق بين القتل القصد والآخر الخطأ عندما تتماهى النتائج وتتطابق".

ولم تتعاطفون مع هؤلاء الناقدين لدور الحكومة المشرف طوال سنوات الأزمة على الفيسبوك ومشتقاته والمدارين من الخارج، كما يشك مسؤول متخم من ولائم المؤتمرات والفعاليات ويجلس على كرسي في مكتب فخم ويتابع أفلام أجنبية عن المؤامرات، فما هم إلا "المندسون" المتواجدون في حنايا الفيسبوك، ممن يتطاول على إنجازات الحكومة العتيدة، وينتقد الفساد، أو يتحدث عن حرامية النهب من كبار المسؤولين.

إنهم صحفيون كفرة جاحدون للنعمة، ولم الاستغراب؟؟؟ فالمستشار في حكومتنا العتيدة يوضح ما خفي عن بصيرتنا العمياء، إنه يقرأ ما بين السطور عندما تكتبون أنتم سطر أو سطرين عن الوضع الخدمي والمعيشي، ويحلل ما خلف الخبر كرجال المخابرات السوفييت الذين أمضوا سنوات طويلة في الخدمة، "أليست الكاميرات ذاتها أو أخواتها التي ضخّمت وهوّلت أعداد الخارجين على الدولة في “أيام الجمعة” التي حولها الآثمون من أيام عبادة إلى أيام كفرٍ بالأوطان..هي ذاتها تؤلّب وتصطاد وتضخّم مشاهد الأزمة ؟؟". نعم يا معشر الصحفيين الذين لم يطبلوا ويزمروا لإنجازات الوزراء، أنتم وأنتم وحدكم، من كبرتم أزمة الغاز حتى عندما أصبحت سلعة نادرة ومئات آلاف المنازل تفتقدها إلى اليوم، وأنتم من أصطدتم في أزمة الكهرباء. كفى اصطياداً في الماء العكر، وإن انقطعت الكهرباء لساعات طويلة في ظل برد قارس، وإن ماتت طفلة نتيجة البرد في حلب، أو 7 أطفال من عائلة واحدة بسبب ماس التيار الكهربائي المفاجئ في دمشق. كفى ضجيجاً ودعو الحكومة تعمل وتسهر على تأمين الحياة الكريمة للمواطن السوري.

 

لكن هذه المرة لن تنتظركم الحكومة، فلقد نفذ صبرها على تطاولاتكم ونقدكم وتهجمكم، لن تسكت الحكومة بعد اليوم، وها هو مستشار في مجلس الوزراء يقولها على موقعه "الخبير السوري" دون مواربة، ويكشف ما يناقش في السراديب من مخططات لحماية البلاد من الصحفيين المتآمرين على حضن الوطن وهم ينامون على صدره كل يوم " بات مطلوب الآن اجتثاثهم ..فهم متهمون حتى تثبت براءتهم.. ولن تثبت ..نحن على يقين من إدانتهم بخيانة أو مرض من طراز سيكولوجي، ولا بدّ من إجراء، فالخائن يقتل والمجنون يُحجر" وهذا يعني أنكم أيها الأذكياء لن تحاكموا في القضاء وفي جلسات سرية لتعترفوا بمصادر معلوماتكم أو مصادر تمويلكم فبراءتكم لن تثبت أبداً، فأنتم خونة حتى نقي العظام وصلت الرسالة أم لم تصل.

 

يا أيها الصحفيون المارون على الفيسبوك بين الكلمات العابرة آن أن تنصرفوا، أو تصمتوا فزمن القصاص قادم لا محالة، وزمن الحرية ولى، وقبضة الحكومة والرقابة على الصحافة جاءت بلا هوادة، فلا رحمة على من يتطاول على الرموز، وحتى لو كانت وزيراً أو مديراً عاماً أو موظفاً حكومياً أو حتى حارساً على باب دائرة حكومية في أقاصي شرق البلاد أو غربها، اتخذوا وضعية القرود الحكيمة التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم بسوء في عصر السوء.

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: