تخوفات غير مبررة!؟
حبيب شحادة
يبدو أنّه بعد سنوات من عدم الاعتراف بالأزمات، وتحميلها للمواطن، -يبدو – أنّ طرق التعامل الحكومي اختلفت نوعاً ما، حيثٌ باتت بعض الوزارات كالنفط، تُعلم (المواطن) بأسباب نقص حوامل الطاقة، وتعلن بكل شفافية عن تخفيض الكميات.
لكن ربمَّا فات الأوان لتلك الخطوة، جراء انعدام الثقة بين (المواطن) والحكومة.
وفي كل أزمة، مهما كانت نوعيتها، هناك تبرير جاهز للنطق به، وكأنك في مسلسل "حكم العدالة"، حيث نطق مدير محروقات دمشق أحمد الشماط مبرراً الازدحام على الكازيات بقوله «بيجوز حالة الإشاعة بتعمل نوع من الزحام على الكازيات».
وكل تلك التبريرات حيال نقص المواد النفطية، ربمَا اعتاد عليها (المواطن). لكن أن يخرج رئيس هيئة الأسواق والأوراق المالية د. عابد فضلية، ويقول أيضاً بإنّ «طرح فئة ال 5000 ليرة لها أثر نفسي غير مبرر» فذاك يدعوك عزيزي (المواطن) إلى "التمسحة". طبعاً مع تأكيده بأنّ فئة ال 5000 ليس لها أي أثر اقتصادي متعلق بالتضخم. وتلك ناحية اقتصادية أخرى ولها حساباتها.
والأنكى، من كل ذلك، قول رئيس مجلس الوزراء، حسين عرنوس، إنّ لديه من المعطيات ما يؤكد أن سعر الليرة سيتحسن، وأن هذا الأمر سينعكس على مستوى الأسعار.
وهنا يتساءل (المواطن المتأثر نفسياً بكل شيء) «يا أخي عطينا شي معطى من هالمعطيات، حتى نبطل نتأثر نفسياً». لكن عرنوس لم يعطيه. وادعى أن الحكومة تعيش وتدرك حجم المعاناة المعيشية، وتسعى بكل الإمكانات للتخفيف من منها. (أي شو بدك أكثر من هيك عزيزي المواطن)
كما قال عرنوس إن المواطن السوري محق بشكواه من ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى الدخل، وتلاشي المواد الأساسية في الأسواق، بالإضافة إلى معاناته مع الكهرباء والمحروقات والخبز.
وأعلن أن الأبواب مفتوحة لتلقي الشكاوى والاستماع باهتمام لكل المقترحات التي من شأنها تجاوز هذه الصعوبات. (لماذا لا تقترح عزيزي المواطن بدلاً من النق والتأثر نفسياً)
ربَما تشكل تخوفات (المواطن) غير المبررة، عائقاً أمام سير العمل الحكومي، الساعي دوماً لتحسين معيشته وتحسين سعر صرف ليرته. لذلك كف عن التأثر عزيزي المواطن، ودع حكومتك مستمرة بالنطق بأحكامها غير المنتهية.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: