Friday May 31, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

تجييش إسلامي ضد الفالنتاين!

تجييش إسلامي ضد الفالنتاين!

حبيب أديب شحادة

أثارت خطبة يوم الجمعة لخطيب الجامع الأموي بدمشق الشيخ "مأمون رحمة" جدلاً واسعاً بين رواد التواصل الاجتماعي، إذ خطب قائلاً عن العلاقات بين الشباب والشابات "عيب على هذه الأمة أن تجعل شغلها الشاغل إرواء الغرائز الجنسية والعكوف على الملذات في الليل والنهار".

كما خطب مُتسائلاً أنّه "عندما تجد شاباً وفتاة في قارعة الطريق يتعانقون ويقبلون بعضهم البعض، أين المصلحون؟ أين المربون؟ أين الموجهون؟ أين الغيارة؟ أين المعنيون؟". 

ربما لو كانت دمشق قد سقطت بيد داعش، لكان خطاب وتساؤلات خطيب الجامع الأموي مأمون رحمة في زمانها ومكانها الصحيحين، لكن دمشق ما زالت تحت حكم البعث "العلماني"، ومع ذلك اعتلى هذا الشيخ المنبر لِيُحلل ويُحرم ويتساءل كيفما شاء دون رقيب ولا حسيب من أحد. 

كان أولى بخطيب جامع بني أمية أن يكون أكثر لطفاً في طرحه للحديث، وليس بهذه العنجهية، وكأنني أرى في عيون المصلين مذبحة بناتهم بعد هذ التجييش الإسلامي. حيث لم يحترم خطيب المسجد المنبر الذي يعتليه ولم يحترم تاريخ المكان الذي هو فيه. 

وهنا يحق لي كما حقَ لهذا الشيخ، طرح مجموعة من التساؤلات، يا شيخ ألم يكن لديك موضوع آخر لتتحدث به غير الجنس؟، ما علاقتك بالشبان والشابات الذين يقبلون بعضهم البعض؟  هل تظن نفسك في دولة البغدادي مثلاً؟ أم أنّك ولي الله على الأرض لِتُحاسب الناس؟ 

ثم من قال لكَ أنّ الشغل الشاغل للناس هو الغرائز الجنسية؟ معقول أن ترى الشبان والشابات يقبلون بعضهم، ولا ترى طوابير الناس في مكان أخر مُتجمهرة لتأمين احتياجاتهم.

وكان الأولى بك يا سماحة الشيخ أن تنظر في حياة الناس وأوجاعهم ومشاكلهم، لا أن تُحرضهم على أبنائهم، فيكفينا ما نسمع يومياً من جرائم الشرف الذين يتجاهلها القانون السوري، وكأنك بعيد عما يشغل 23 مليون سوري منذ ثماني سنوات، وإن كنت تجهل فالأحرى بك أن تترجل عن هذا المنبر.

 حتى لم نسمع لك خطبة تتحدث عن نقص الخدمات واحتياجات الناس، ألا تعرف أنّ الناس يشغلها اليوم تأمين الغاز والاحتياجات الحياتية اليومية؟ أكيد أنّك لا تعرف، ولو كنتَ تعرف لمَ اعتليت منبرك هذا، لتتناول موضوع الغرائز الجنسية، بل على العكس لَكنتَ تناولت طوابير الناس التي تنتظر في هذا البرد لتأمين الغاز والخبز وغيره، أو لتركب حافلة تقلهم لمنازلهم. 

وربما أنت غافي عن كل ذلك كونك مُؤمن من انقطاع الغاز ومن حاجتك لانتظار حافلة تقلك، وإلا لكنتَ رأيت طوابير الناس، كما ترى الطوابير التي تسمع خطبتك. هذا إن كنت تراها!  

وهنا علينا ألا ننسى أنه هذا حال خطب يوم الجمعة لكل شهر شباط رابطين خطبهم ورؤاهم باقتراب عيد القديس فالنتاين، وكأنهم يكرهون الحب وأهله، علماً أنّ الإسلام نادى في جوانب متعددة بالمحبة، فهي الطريق للخلاص.

ولا شك في أنّ كلام هذا الشيخ، لا يختلف كثيراً عما تم تسريبه مٌؤخراً عن نية وزارة التعليم العالي السورية فصل الذكور عن الإناث في الجامعات، بل ربما يتقاطع معه في ظل سياسية حكومية، أقل ما يقال عنها، أنها عشوائية مٌتخبطة وليدة رد الفعل وليس الفعل. 

وكما يفعل معظم الوزراء تجاه الأزمات المعيشية بربطها بالخارج، نحى الشيخ منحاهم وربط موضوع الغرائز التي يتحدث عنها بالصهاينة الذين يسعون لنشر الغريزة الجنسية بين الشباب في الشوارع.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: