Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«طجت لعبت»!

«طجت لعبت»!

جوني دوران

أتذكر جيداً عندما كنت صغيراً ألهو جانب المنزل في الحي الذي أقطنه، أمارس رياضتي المفضلة، التي كنا نخطط لها أنا وأصدقائي، تخطيط الـ "ضجت لعبت"، الذي يقوم على مبدأ "اللامبدأ  واللاخطة واللاستراتيجية" سوى اللعب والترفيه، حاله كحال السياسة الاقتصادية في سوريا، التي لم تُعد ترتيب خطوطها الخلفية لبناء هجمة مرتدة تتصدى به للارتفاع العشوائي لسعر صرف "الأخضر" الذي بات يملأ مواقع التواصل الاجتماعي بأخباره و"صافرة" متابعيه، الذين لم يتفاجؤوا كما تفاجأ المسؤولون في سوريا، بالحرب التي تعيشها البلاد.

لعبتي المفضلة كانت "الدحل"، وهنا إما أن "تصيب أو تخيب"، وإن لم تحقق الهدف تخسر كل شيء، وفي الحرب أيضاً، تضع خطة فإما أن تصيب هدفها أو تخفف الضرر من نتائج ما سيجري لاحقاً، ولكن إن سرت بدون أيّ تخطيط ستصل دون أدنى شك إلى "نقطة اللاعودة" (الكارثة).

قد يكون في ذهن "المواطن السوري" الآن بضع كلمات، "دولار"، "غاز"، "مازوت"، "أسعار" إن جمعت كلها في صندوق واحد وأحكمت السيطرة عليه، فإنك ستقارع "سيزر" (قانون العقوبات الأقوى المفروض من قبل واشنطن على "دمشق")، وإن فقدت السيطرة عليه سيتحول إلى منطقة "ملغومة" سينفجر بك في أيّة لحظة.

منذ 2018 بدأ "سعر الصرف" بالانتقال إلى مرحلة "الوثب الطويل" و"بقفزات عالية"، تعددت المبررات له والنتيجة واحدة "الليرة بألف" خير !.

في المقابل، فإن "سياسية التهميش" و"النعامة" التي يتبعها البعض لم تأتِ بثمارٍ ناضجة "كما يظن البعض" والواقع الحالي خير دليلٍ على ذلك، بل سيزيد انتشار التخبط وبث الشائعات كـ"النار في الهشيم"، وسيتحول أيّ موضوع مرتبط به إلى وجبة "دسمة" للجهة المقابلة.

مرحلة "عض الأصابع" ما زالت مستمرة في "الحرب السورية"، فهي تنتقل من "السياسية" تارة إلى "العسكرية" ومن ثم "الاقتصادية"، وفي "المباريات" هناك دائماً خطط بديلة ولإعادة الوضع إلى ما كان عليه فـ "العبرة تكمن دائماً في الخواتيم"، بغض النظر عن "الأداء"، ولكن إن خرجت دون أسلوب ونتيجة، فهنا سنكون أمام الوضع الأصعب، فلا "فار" ينفعنا حينها ولا الحجج المتعلقة بـ"المؤثرات الالكترونية"، ولا حتى "لمة الشباب الطيبة"!

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: